أنا لستُ خائِن!

أنا الذي وُلدتُ هُنا وَترَعرَعتُ هُنا,
وَرَكضتُ بَينَ الأحياء وَالمَساكِن..
أنا لستُ خائِن!
أنا الذي وَجَدَ الكلّ مِن حَولهِ مُجَنَّدون,
أنا الذي ظنَّهُم يَفهَمون,
أنا الذي تَشَربتُ مِنهُم شَبَح الجُنديّ تحتَ طائِلة القانون,
أنا الذي زَرَعوا بهِ دونَ أن يَدري كلّ تِلكَ الضَّغائِن..
أنا لستُ خائِن!
أنا الذي فَتحتُ أعْيُني عَلى المَلابس الكاكيّه,
أنا الذي رَأيتُ أخي الأكبر وَابن عَمّي وَجاري يَحمِلونَ البُندقيّه,
أنا الذي إذا ما سَألتُ أجابوني آنذاك,
سَتَغدو كمّا عَلمناكَ, قائِدًا عَسكريًا أوجُنديّا,
وَها أنا فِعلاً قد توَلد ذاكَ الشّعورُ لدَيَّ,
أن أصبحَ جُنديّا,
وَأن ألبسَ زيَّ العَسكريَّه,
وَأن تُشَوَّشَ أفكاري وَأتوهُ بتَعْريفي للهويَّه,
مُتوَهّمًا أنّني أملكُ السُّلطة وَأحظى بالحُريَّه,
وَأصبَحت جُنديًا دونَ أن أدري,
أنّني سَوفَ أقاتلُ أخي العَربيَّ!
وَأنعَتُ بخائِن...
وَأنا الذي أدرَكتُ ما فعَلتُ عِندَما عادَ صَوابي إليَّ,
وَاعتَزلتُ لأعودَ إنسانًا عادِيًا,
وَأمحو مِن قاموسي نَعتَ الخائِن!
وَأعترفُ بأنَّني لستُ بخائِن!!

عَكّا

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net