الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 24 / أبريل 07:01

نَحوَ مُجتَمَع بلا عُنف!/بقلم: أزهار أبو الخير- شَعبان

كل العرب
نُشر: 23/05/16 09:50,  حُتلن: 07:57

أزهار أبو الخير- شعبان في مقالها: 

دائمًا نُهرول نَحو الحُلول مُستنجدين بها بَعد وُقوع المَصائب بالرّغم مِن أنّ هُناك مُجتمعات تخلقُ حُلولاً مُحاولة مَنع وُقوع المَصائب قبل وُقوعها!!

ما دُمنا مُجتمعا غير نظيف أخلاقيًا منَ الدّاخل فلن تكون هُناك حُلول طويلة المَدى لحَلّ المَشاكل وَالمَصائِب التي تُصيبنا

أصبحَ العُنف وَكأنهُ نمَط حَياة عادي في مُجتمَعنا العَرَبيّ وَبالأخص لدَى شَبابنا!! 

العُنف يَجب أن يُؤخذ عَلى مَحمَل الجدّ بشتّى الطرُق وَالوَسائِل المُمكنة وَليسَ بالشّعارات الرّنانة فقط!!

تطهيرُ هذا السّلوك العَنيف المُستشري يَجب أن يَكون جَذريًا بما مَعناه أن يَكون عَلى جَميع الأصعدَة ولا يَجب تثنيَة أيّ طرَف دونَ توعيَة وَمُشاركة فكلّ شَخص فينا مَسؤول عَن وُقوع جَريمَة ما

نَحوَ مُجتَمَع بلا عُنف!
أيّ إضراب سَيأتي بفائدة؟
أيّ مُظاهرة سَتأتي بفائدة؟
أيّ إجتماع طارئ سَيأتي بفائدة بَعد وُقوع الجَريمة وَالأذى وَفَوات الأوان؟؟

دائمًا نُهرول نَحو الحُلول مُستنجدين بها بَعد وُقوع المَصائب بالرّغم مِن أنّ هُناك مُجتمعات تخلقُ حُلولاً مُحاولة مَنع وُقوع المَصائب قبل وُقوعها!!

ما دُمنا مُجتمعا غير نظيف أخلاقيًا منَ الدّاخل فلن تكون هُناك حُلول طويلة المَدى لحَلّ المَشاكل وَالمَصائِب التي تُصيبنا.

كلّ هذه الحُلول هِيَ مُؤقتة فقط وَلا تُعتبر رادِعا لارتكاب الجَريمَة القادمة فنحنُ وَكما تعوّدنا نفتحُ الصّفحة اليوم بمَقتل أحدهم، وَنقوم بإضراب ثاني يوم، وَنقلبُ الصّفحة في ثالث يَوم وَكأن شيئا لم يَكن! ونجلسُ وننتظرُ الجَريمَة القادمَة لنكرّر نفسَ العَمَليّة بقلبِ الصَّفحات.

شَيء مُتعِب وَمُقزّز فعلاً أن تَستيقظ كلّ يَوم عَلى هذا الكمّ الهائل مِن الأخبار التي تَحملُ بَين طيّاتها كلّ هذا العُنف والإجرام وَأعمال الشّغب في مُجتمَعنا, بِتنا وَكأنَّ لا عَمَلَ لدَينا سِوى العُنف وَمُشتقاته!
بَدأتُ أشكُّ فعلاً أنّ العُنف هُوَ جين مِن جيناتنا نحنُ العَرَب!
أصبحَ العُنف وَكأنهُ نمَط حَياة عادي في مُجتمَعنا العَرَبيّ وَبالأخص لدَى شَبابنا!!
العُنف يَجب أن يُؤخذ عَلى مَحمَل الجدّ بشتّى الطرُق وَالوَسائِل المُمكنة وَليسَ بالشّعارات الرّنانة فقط!!
تطهيرُ هذا السّلوك العَنيف المُستشري يَجب أن يَكون جَذريًا بما مَعناه أن يَكون عَلى جَميع الأصعدَة ولا يَجب تثنيَة أيّ طرَف دونَ توعيَة وَمُشاركة, فكلّ شَخص فينا مَسؤول عَن وُقوع جَريمَة ما!
أؤمنُ أنَّ نصف الحلّ لهذهِ المَشاكل وَالعَراقيل يَبدأ مِن داخِل كلّ شَخص فينا داخل هذا المُجتمع!

إدخال التوعيَة الصَّحيحة وَالدّقيقة وَالدّائمة (الدّائمة مِش بالسّنه مَرّه)!! إلى المَدارس عَلى مُختلف أجيالها مِن إبتدائية أو إعدادية أو ثانوية مع إدراجها للبساتين وَالرّوضات أيضًا لتذوّت مِن الصّغر عند أطفالنا لا بدّ أن تأتي بفائدة ولو كانت ضئيلة، ولكن عِندما نسمَع عَن تلكَ المُحاضرات والتوعيات والفعاليات السّلمية كلّ سَنتين أو كل سَنة تقريبا فلن تكونَ هُناك نتائج إيجابيّة عَلى هذا الصَّعيد! ولن تجيد نفعًا في تذويتها عند الطلاب!

يَجب العَمَل عَلى تذكريهم دائمًا بأنّ هذا السّلوك مَرفوض وَغير مَرغوب فيه وَلهُ أبعاد سَلبية كُبرى، عندها سَيفهمون وَيُدركون الهَدَف تدريجيًا حَتى لو لم تكن النتائج فوريّة!!

عِوضًا عَن الإضراب في المَدارس بَعدَ كلّ جَريمة قتل أو عُنف لما لا يَكون يَوم كامِل مِن التوعيّة وَالفعاليّات السّلمية الثقافية للطلاب داخل إطار المَدرسَة؟؟!هذا إن خَسروا يَوم دِراسي عَلى الأقل كسبوا يَوم تربَوي حَقيقي!!
مُجتمعنا يفتقرُ لدَورات لا مَنهجيّة تكون إرشاديّة لمُختلف الأجيال تختصُّ بكيفية العُنف وَنَبذهِ.

يَجب إقامة دَورات إرشاديّة خاصّة مِن هذا النّوع وَيَجب أن تحظى هذه الدّورات عَلى الدّعم المَعنوي وَالمادّي مِن قبل البلديّة أو المَجلس وَمِن قبل الأهل أيضًا.

بما أنّنا مُجتمع تأخذهُ المَظاهر الخدّاعة كثيرًا وَنهرولُ نحوَ الأسم والمَكانة الرّفيعة ونُفضّل أن يُدرج أسم مَدينتنا أو قريتنا تحتَ مُسابقة في كرَة القدم عَلى أن يُدرج تحتَ مُسابقة في النظافة مَثلا! أو مُسابقة في الإحترام وَتقبّل الآخر! أو في مُسابقة بلد بلا عُنف! هذا بحدّ ذاتهِ مُشكلة, فلنُعد تَرتيب أفكارنا وَمَفاهيمِنا جيدًا!

لا يَجب أن نُنصّل الشّرطة وَأن نُهَمّشها في مِثل هذهِ القضايا وَنقول في أنفسنا أنها لا تُفيد بشيء! فهذا ما تريدهُ الشّرطة فعلاً لكي لا يُلقى عَليها أية مَلامَة في المُستقبل! عَلى العَكس يَجب إدخالها وَحَثها عَلى العَمَل بشكل دَؤوب وَصَحيح فالشّرطة لا تعمَل لنا مَعروف! هذا واجبها وأقلّ ما يُمكنها فعلهُ هوَ البَحث وَالتحقيق وإعتقال تلكَ الآفة المُجرمَة المُخزية.

دورُ الأهل في كلّ هذهِ التوعية هُوَ أهم دَور تقريبًا فزَرع الأخلاق وَالمَبادئ وَالقِيم عِندَ أبناء مُجتمَعنا سَيَمنَحنا خطوة نَحَو سُلم السَّلام!

يَجب أن يَأخذ كلّ أهل عَلى عاتقِهم توعيَة أبناءهم بَدلاً مِن مَنحِهم حُريّات فارغَة لن تعودَ عَليهِم وَعَلى مُجتمَعهم سِوى بالضّرَر وَالمَصائِب!!

جَميل أن يَلتحَق أبناءنا بدَورات ترفيهيّة وَتعليميّة دونِ شَك وَجَميل أيضًا أن يَلتحقوا بدَورات وَمَراكز تتكلم وَتتحدث عَن العُنف بثقافة راقية.

"مَن شَبَّ عَلى شَيء شابَ عَليهِ" لذلكَ أيها الأهل الأعزاء يَجب زَرع القِيم في فَلذات أكبادنا مُنذ نعومَة أظفارهم لنراهُم بُناة مُستقبل سَليم وَمُسالم وَغير عَنيف!

يَجب حَثّ شَبابنا عَلى العَمَل وَالعِلم مَعًا لِمِلء أوقاتِهم الفارغَة عِوضًا عَن أعمال الشّغب التي يَنجَرفون خلفها.
إذا تقلّصَ العُنف مِن حَولنا وَلو قليلاً ارتقينا دَرَجَة قبالة المُجتمَعات الأخرى!!

فلنعمَل سَويًا عَلى أنفسنا أولاً وَلنتعاوَن مَع بَعضنا وَمَع مَن هُم حَولنا ثانيًا دونَ إلقاء اللّوم عَلى بَعضِنا البَعض، كلّ شَخص منّا لديهِ ما يُقدّمُهُ، نحنُ مُكمّلون لبَعضنا البَعض فلنعمَل جَميعَنا جَنبًا إلى جَنب ومِن هذهِ النقطة المُهمّة يَجبُ أن تكونَ نقطة الإنطلاق نحوَ التّغيير الجَذري للأفضل.

عَكّا

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة