الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 19 / أبريل 02:02

أَيا ابْنَ أَبيكَ في تَقْتيلِ أَهْلي/ شعر: محمود مرعي

كل العرب
نُشر: 02/05/16 07:36,  حُتلن: 07:38

أُجازِفُ في التَّفاؤُلِ وَالتَّحَدِّي .. وَيَنْسِفُ واقِعي بِالْغَمِّ سَعْدي

إِذا ما قُلْتُ هانَتْ بَعْدَ عُسْرٍ .. أَطَلَّ الْقَهْرُ مِنْ شَوْكٍ وَوَرْدِ

وَإِنْ قُلْتُ الصَّباحُ دَنا تَداعَتْ .. عَوارِضُ في الْـمَشارِقِ دونَ حَدِّ

فَيَخْفى الْأُفْقُ لا تَدْري جِهاتٍ .. وَتُمْطِرُنا النَّوازِلُ دونَ صَدِّ

وَتَخْتَلِطُ الرُّؤَى في كُلِّ عَيْنٍ .. وَيَطْغى الْـمَوْتُ في سَهْلٍ وَنَجْدِ

وَما حَلَبٌ يَتيمَةُ وِرْدِ مَوْتٍ .. فَغَزَّةُ قَدْ تَخَطَّتْ أَلْفَ وِرْدِ

وَلكِنْ قَدْ تَشابَهَتا دَمارًا .. وَسَفَّاحًا وَوَأْدًا إِثْرَ وَأْدِ

تَرى أَسَدًا عَلى حَلَبٍ مُغيرًا .. كَنَتْنٍ سامَ غَزَّةَ أَلْفَ طَرْدِ!!

سُقوفُهُما تَخِرُّ عَلى نِيامٍ.. وَيُشْوى اللَّحْمُ بِالْقَصْفِ الْأَشَدِّ

وَتَفْتَرِشُ الْبَقِيَّةُ في عَراءٍ .. صَعيدًا وَالسَّماءَ لِحافَ بَرْدِ

مَخافَةَ أَنْ تُصادِفَها طُيورٌ .. تَبيضُ الْـمَوْتَ أَحْمَرَ حينَ رَقْدِ!!

تُحيلُ الْأَرْضَ قاعًا صَفْصَفًا لا .. تَرى عِوَجًا وَلا أَمْتًا لِرَصْدِ!!

فَبَيْضُ الطَّائِراتِ أَوانَ فَقْسٍ .. يُشَكِّلُ رَسْمَها مِنْ غَيْرِ جُهْدِ!!

هُنا جُثَثٌ بِها الطُّرُقاتُ فاضَتْ .. وَسَقْفٌ فَوْقَ رَأْسٍ فَوْقَ صَلْدِ

هُنا أَنْقاضُ مَبْنًى عَجَّ يَوْمًا .. وَحالَ لِكَوْمَةٍ في إِثْرِ رَعْدِ

وَأَغْبِرَةٌ تَحُدُّ مَجالَ رُؤْيا .. وَيَبْدو الْعَجْزُ سَدًّا فَوْقَ سَدِّ

وَفي أَحْشائِها جُثَثٌ وَجَرْحى .. تَعُجُّ الْآنَ تَطْلُبُ غَوْثَ أَيْدي

وَتَسْوِيَةُ الْبِناءِ بِسَطْحِ أَرْضٍ .. صَنيعٌ غَيْرُ ذي نَقْضٍ وَنَقْدِ!!

وَبَعْضُ لَهيبِهِ يَكْفي لِحَفْلٍ .. لُحومُ شِوائِهِ أَطْفالُ مَهْدِ!!

وَلَحْمُ الطِّفْلِ في حَلَبٍ شَهِيٌّ .. طَرِيُّ الْجِسْمِ يُفْصَدُ دونَ فَصْدِ!!

وَإِنْ دَفَنَتْهُ أَنْقاضٌ وَسالَتْ .. دِماهُ وَظَلَّ حَيًّا بَعْدَ هَدِّ!!

يُقَدَّمُ طازَجًا مِنْ غَيْرِ شَيٍّ .. عَلى طَبَقِ الْعُروبَةِ لِلْأَسَدِّ!!

وَيُنْحَرُ آخَرٌ لِيَفي شَرابًا .. فَمائِدَةُ الزَّعيمِ لِكُلِّ وَفْدِ!!

وَلَيْسَ يَجوزُ يَحْرِمُهُمْ قِراهُ .. وَما في ذاكَ مِنْ أَخْذٍ وَرَدِّ!!

فَأُوباطينُ في طَرْدٍ وَعَكْسٍ .. سَواءٌ في الْهَوى حَشْدًا بِحَشْدِ!!

وَثالِثَةُ الْأَثافي النَّتْنُ ياهو .. "وَرابِعُهُمْ" يُشَيِّعُ كُلَّ رِفْدِ!!

وَما افْتَقَرَ الْأُسودُ إِلى عِظامٍ .. عَرينُ الْأُسْدِ ساقٌ جَنْبَ زَنْدِ!!

وَما نَضَبَتْ مَآثِرُهُ لَدَيْهِمْ .. وَلا شَحَّ الْجَزا وُدًّا بِوُدِّ!!

وَسَتْرُ مَعونَةٍ مِنْهُمْ إِلَيْهِ .. مَعَ الْكِتْمانِ رُشْدٌ فَوْقَ رُشْدِ!!

مَخافَةَ عَيْنِ ذي حَسَدٍ أَلَدٍّ .. فَجُلُّ النَّاسِ لُدٌّ وَابْنُ لُدِّ!!

وَلا يَدَعونَ فَعَّالًا لِخَيْرٍ .. بِغَيْرِ إِشاعَةٍ تُودي بِقَصْدِ!!

لِذا كانَ التَّسَتُّرُ فَرْضَ عَيْنٍ .. وَأَبْرَكَ لِلْمُؤَدَّى وَالْـمُؤَدِّي!!

وَأَجْدى في النَّتائِجِ عِنْدَ دَفْعٍ .. وَأَوْقى في مُجاوَزَةِ التَّصَدِّي!!

وَما أَسَدُ الْعُروبَةِ سَلْحُ غابٍ .. وَحاشا الْغابَ يَسْلَحُ شَرَّ قِرْدِ!!

إِبادَةُ شَعْبِهِ عَدْلٌ وَحَقٌّ .. وَلَيْسَ كَما يُشيعُ بَنو مَعَدِّ!!

فَلَيْسَ بِهِ إِلى التَّقْتيلِ نَهْمٌ .. وَلا مَيْلٌ لِحُكْمِ الْـمُسْتَبِدِّ!!

وَلكِنْ فَوْقَ ذاكَ، وَقَدْ تَبَدَّى .. دَليلٌ لَيْسَ يُنْكَرُ حينَ يُبْدي

وَأَسْلَفَ قَوْلَهُ نَصًّا وَلَفْظًا.. وَشَخْصًا "ما أُريكُمْ" فَوْقَ عِقْدِ!!

وَ"رَبُّكُمُ" الْعَلُّي أَنا فَخِرُّوا .. سُجودًا "ما عَلِمْتُ لَكُمْ" كَعَهْدي!!

وَذي حَلَبٌ تَذوقُ عَذابَ دَرْعا .. وَغُيِّبَ سَمْتُها وَصَريخُ وِلْدِ!!

وَحِمْصٌ ثُمَّ دَيْرُ الزُّورِ زوروا .. وَرَقَّةَ بَعْدَ تَدْمُرَ ثَمَّ مَجْدي!!

تَموتُ الشَّامُ كَفْرًا إِثْرَ كَفْرٍ .. مَدائِنُها غَدَتْ أَطْلالَ عَهْدِ!!

تَعاهَدُها صَواريخٌ وَقَصْفٌ .. بَراميلُ اللَّظى امْتَزَجَتْ بِحِقْدي!!

أَنا رَبُّ الشَّآمِ بِلا شَريكٍ .. وَكافِرُ نِعْمَتي مَكْفورُ لَحْدِ!!

وَكُلُّ مُعارِضٍ يَلْقى ثُبورًا .. فَلا مَنْجاةَ مِنْ بَأْسي وَجُنْدي!!

وَمَنْ ظَنَّ اقْتِلاعي خابَ فَأْلًا .. أَنا الْـمُخْني عَلى لُبَدٍ لِوَحْدي!!

خَسِئْتَ وَتَبَّ شَخْصُكَ تَبَّ حُكْمٌ .. وَرِثْتَ بِسَوْطِ ناكِثِ كُلِّ عَهْدِ

تَسَمَّى حافِظًا لكِنْ لِنَكْثٍ .. وَكانَ وَفاؤُهُ أَبَدًا لِضِدِّ

وَأَوْرَثَكَ الْجَرائِمَ وَالْـمَخازي .. وَلَمْ يُورِثْكَ خَيْرًا يا "مُصَدِّي"

أَيا ابْنَ أَبيكَ في تَقْتيلِ أَهلي .. وَفي تَمْزيقِهِمْ يا عَبْدَ عَبْدِ

مَظالِـمُهُمْ غَدَتْ طوفانَ مَوْتٍ .. يُغِذُّ السَّيْرَ نَحْوَكَ فَاسْتَعِدِّ

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

 

مقالات متعلقة