الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 25 / أبريل 15:02

لعطر البحر نكهة حنين/ بقلم: نانسي مزاوي شحوك

كل العرب
نُشر: 15/04/16 05:54,  حُتلن: 08:01

لعطر البحر نكهة حنين ...تشد زفراتنا نحو قاع باهت الزمن، تَلوّن عُنوة من جديد، ليشير بالبنان إلى أمل عائد نسند عليه حلم جائر، تعتّق وفاض نشوة... عندما رمق في المنأى شهيق عينيك!!

بات يغسل كل ليلة وجه القمر...ليواري بحرص لآلىء دمعه....كي لا يفضفض لها بسر غيابه...كي لا يستفزها عمق اشتياقه....كي لا تغرها غصة هيامه.....يشعل دقائق اليوم نيرانا...كي لا يلطمه الماضي بأمواج ثرثراتها العاشقة....
لو كان الحلم بحرا...لو كان الحلم زورقا....لو كان أُفقا ينزف بشمس المغيب....لعمنا أنت وأنا في حضن البحر....وسافرنا نحو الشمس....لاخترقنا الموج بقارب مبتسم نحو الهدف......لكنك لا تعرف للحلم معانيا....ولا للبحر عنوانا.....فلا تسمح لعينيك بتزييف معنى هديره...وتحريف مرادف الحلم....ولا تدعي انك تعرف للموج همسات.
للون السماء شعاع خافت، ملئ بالحياء والتوتر، حائرا بين قضبان الغيوم ، أيمطر في حضنك مطرا أم ينثر الرذاذ في حضن الشمس، فارّا من لعنة ذل حبيب قد نوى وابتعد بُعد السماء، وجار من ظلم الغيوم حين تبكي بحرقة، غامرة كل الزهر بدمع يُذبل أوراقها الهيفاء في عز ربيع نوَت فيه هي أن تحضن بقبلة شعاع الحب، من هائب يخشى لمس الورد، ويرمي باقات الزهر في قاع الزمن الغائب، خائفا من واقع القدر أنه لها خُلق ولها سيبقى، ولا مفر له من مياهها الغائرة في جوف التمني، للقياها بولع على ضفاف بحر يطل على أفق حزين، يرمق كلاهما بنظرة حنين، مصفقا لتلاقي الحب على شاطئ الأحلام الباكي من طول انتظاره لهما!
للزمن اصبح دمعة حزن، واختبار وقت الصبر قد بات مُشفّرا، وما عاد من الحب سوى تشفّعا من عشق يتلوّى يمنة ويسرى في حضن القلق من حجج بات طعمها بلا معاني، مقابل عظمة نفسَين فاضا واكتسيا نبضات قلب تخفق تشويشا في طرقات الجسد، مانعة تحرك الاقمار في قلوب تشتت فكرا وتَنَحّت خوفا!
أما آن لها أن تطمئن وتسهو على صخرة الشوق أمام افقها الشاكي...وتتذوق من نكهة بحر قد فاض حنينا ومذلة؟؟ أما حانت اللحظة للتغلف بشمع الأمان من برد الزمن وقسوة المكان؟
ولكنك بصمت عميق، وخِفّة محترف، قلبت مرادفات الهوى، وصار للبحر لون يختلف!!

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net


مقالات متعلقة