الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 28 / مارس 15:01

إنه اكثر من فساد، إنه انهيار؟!/ بقلم: عوني المشني

كل العرب
نُشر: 07/04/16 08:08,  حُتلن: 08:09

عوني المشني في مقاله:

كيف لسلطة وصلها مساعدات عبر عشرون عاما اكثر من ثلاثون مليار دولار ولم تنشئ مصادر كهرباء مستقلة؟!

ندرك اننا لسنا دولة مستقلة وندرك ان الاستقلالية الاقتصادية مسألة نسبية وندرك اننا مكبلين باتفاقيات ولكننا ندرك ايضا اننا لم نستغل حتى الهامش المتاح لنا لبناء ما أمكن من عناصر الاستقلالية الاقتصادية

بقرار لا يستغرق اخذه وتنفيذه سوى بضع دقائق تشل الحياة في اي مدينة فلسطينية نتاج قطع الكهرباء، ولو ارادت اسرائيل تستطيع قطع المياه والاتصالات واكثر من هذا الإسمنت وربما الخبز ايضا، وبعد نرى من يتحدث عن تنمية واقتصاد وطني واقتصاد صمود!

الذي يعرفه حتى الانسان العادي، ان الطاقة سلعة استراتيجية تمس حتى الاستقلالية السياسية، هي لا تقل أهمية عن القمح، فكيف لسلطة وصلها مساعدات عبر عشرون عاما اكثر من ثلاثون مليار دولار ولم تنشئ مصادر كهرباء مستقلة؟! كيف سيكونو تابعين اقتصاديا في الماء والكهرباء والطاقة والاسمنت والخبز ويتحدثون عن قرار فلسطيني مستقل؟! على من يضحكون؟! هل يعقل ان هناك إستقلالية سياسية في ظل التبعية الاقتصادية؟! قيل ان سقوط الاتحاد السوفييتي بدأ منذ اول شحنة قمح استوردها من امريكيا، ونحن نريد ان نتحرك ببطاقات v.i.p منهم ونشرب مياهنا عبرهم ونبني بيوتنا عبرهم ونضيئ بيوتنا عبرهم ونحرك مركباتنها عبرهم وبعد ندعي اننا نمارس نضالا ضدهم ! هل هذا المنطق يمر على احد !! نحن ندرك اننا لسنا دولة مستقلة، وندرك ان الاستقلالية الاقتصادية مسألة نسبية، وندرك اننا مكبلين باتفاقيات، ولكننا ندرك ايضا اننا لم نستغل حتى الهامش المتاح لنا لبناء ما أمكن من عناصر الاستقلالية الاقتصادية، وندرك ان الهم الأكبر هو الربح، والربح فقط دون اي اعتبار لبنية الاقتصاد الوطني، وندرك ان السلطة لم تشجع الكمبرادور بل أصبحت هي كإمبراطور، أليس صندوق الاستثمار هو وكيل رسمي للاسمنت الاسرائيلي نيشر بل وكيل حصري ايضا؟؟!! أليست الدولة هي وكيل حصري للنفط !! ان السلطة الفلسطينية كل ما عملته انها فتحت الأبواب مشرعة للاحتكار وعلى الصعيدين الاحتكار الاسرائيلي للسلع الاستراتجية والاحتكار الراسمالي الفلسطيني للخدمات والسلع الفرعية، ونشأ بذلك تحالف غير شريف وغير اخلاقي وغير وطني بين تلك الفئتين والسلطة تحولت الى أمن يقبض أمولا مقابل حماية الاحتكاريين.

هل عملت السلطة شيئا ذي معنى ليخلصنا كشعب من تلك الاحتكارات ؟؟؟ من يقول انها لم تستطع فهو يجافي الحقيقة، انها لا تريد او البنية التحتية للسلطة وهي تحالف الاحتكاريين المذكورين هو لا يريد.

إن وقف الكهرباء عن رام الله او بيت لحم او اريحا هو جرس إنذار، وهو يكشف عجز مقصود وعن سابق اصرار في اداء السلطة، من قال ان الهدر الذي تم ويتم في المال العام لا يستطيع ان ينشئ مولدات كهرباء كافية لتخليصنا من هكذا أزمة؟ من قال ان الأموال التي وظفت على سفريات وورشات عمل وشقق وسيارات وحدها غير قادرة على بناء مصنع إسمنت ؟؟؟ ان المشكلة ليست بالمال وانما بالتخطيط والارادة السياسية.

ان هذا هو منبع الفساد واصله، ان الفساد في بلادنا مؤسسة لها بنيتها التحتية ونخبها وتحالفاتها وأدوات عمل وأمن، انه اكثر من فساد انه انهيار عن سبق أصرار.

نقلا عن معًا

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة