الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 25 / أبريل 23:01

قلق فوقَ القلق!/ بقلم: أزهار أبو الخير- شَعبان

كل العرب
نُشر: 06/04/16 14:25,  حُتلن: 15:40

أزهار أبو الخير- شَعبان في مقالها:

لا أنكر أنا شخصيًا أنَ زياراتنا للمَرضى عامّة وللمُنجبات خاصّة في مُجتمعنا العَربي تبدو أحيانًا وكأنها إحتفال!! وهذا خطأ يَجب عَلينا أيضًا نحنُ كمُجتمع أن نُعالجهُ

السّياسة اليَمينيّة المُتطرفة بَدأت تلعبُ دورَها بدقة وَبدأت آرائها العُنصريّة تنتشر وَتأخذ مَكانة واضحَة عِند البَعض في المُجتمع اليَهودي وَهذا شَيء مُقلق حَقا

وَصلت سياسَة العُنصرية الدّائمة في هذهِ البلاد إلى الأطفال الرّضع حَديثي الولادة الذين أتوا لتوّهم إلى هذه الحَياة ليعيشوا عَلى هذهِ الأرض بتعايش وَسَلام وَطمأنينة!

فصلُ الوالدات المُنجبات العَربيات عَن المُنجبات اليَهوديات في أقسام الولادة داخِل المَشافي سِياسَة مُقزّزة وَعُنصريّة بكل مَعنى الكلمة، وبدأت تُنفذ رُغم أنّها مَحظورة قانونيًا!! شَيء مُثير للحيرَة صَراحة!

ليسَ هُناك نقاش وَلا جدال وَلا حَتّى مُبرّر لمثل هذا الفصل الغَريب.

زَرع الضّغينة وترسيخها في عُقول الأمّهات مِن خِلال هذا الفصل هُو هَدَف مَخفي وَليسَ ظاهِر رُبّما لكنه ذو أبعاد مُخيفة سَنراها في المُستقبل! فالأم مَدرسة إذا أعددتها أعددت شعبًا طيّب الأعراق وَالعكس صَحيح تمامًا.

ما أن تُدرك الأم اليهوديّة أنهُ مِن الأفضل لها فصلها أو فصل طفلها عَن الآخرين والذين هُم عَرَب فَسَتُربّي طفلها حتمًا عَلى هذا الشّيء تدريجيًا وبشكل لا شعوري رُبما! ممّا يُخرج جيلاً كاملاً يَحمل في فكرهِ حُب البُعد وَمَملوء بالنظرة الإستعلائية أو النظرَة الخاطئة للآخر ممّا يَحولُ في المُستقبل إلى نتائج لا يَرضى بها أحد مِن حَيث العُنصريّة وَعدَم السّلام وَعدَم التعايش بينَ المُجتمَعين وَرفع نسبة القلق فوقَ القلق المَوجود!

قد يكونُ هُناك إستخفاف رُبّما في هذا المَنطق ولكنّني كتبتهُ عَن اقتناع تام.

لا أنكر أنا شخصيًا أنَ زياراتنا للمَرضى عامّة وللمُنجبات خاصّة في مُجتمعنا العَربي تبدو أحيانًا وكأنها إحتفال!! وهذا خطأ يَجب عَلينا أيضًا نحنُ كمُجتمع أن نُعالجهُ فيما بَيننا لأنّ المَشفى مَكانٌ للراحَة وَليسَ للضّيافة! ولكن يجب الأخذ بالحِسبان في بَعض الأحيان أننا مُجتمع مُتعطش لمثل هذهِ المُناسبات المُفرحَة والتي نتمسّك بها ونُبدع في ترسيخها فالعُنف وَالقتل وَالأخبار غير السارّة تفتكُ بمُجتمعنا وما أن نسمَع بخبَر مُفرح حَتى نَنهال مُفرطين بالفرحَة وَكأنها لن تُعاود الرّجوع!

وَلكنّ هذهِ الزيارات المُبالغ فيها أحيانًا لا تُعطي الحَق لأي كان أن يَستغل هذا السَّبب لتعميم الفصل فنحنُ وكما تدّعي الدّولة في دَولة ديمقراطيّة يَسودها التّعايش وَالسّلام، أيّ تعايش يُمكن استنتاجهُ بَعد هذهِ السّياسات العُنصريّة الفتاكة؟؟

أنا لستُ مَع التَعميم وَلا بأيّ شكل مِن الأشكال وَلا في أي مَوضوع يُطرح لأنَ المُؤيّد وَالمُعارض وَالجَيّد وَالسّيء مُتواجدين في كل فئة وَفي كل مُجتمَع.

لذلك سَأكتب بدقة تامة أنّني شَخصيًا سَمعتُ آراء مُختلفة مِن نِساء يَهوديّات مِنهن عارَضنَ هذا الفصل وَمِنهُن وافقنهُ! وَكذلك كانَ هُناك نِساء عَربيّات وافقنَ الفصل وَأخرَيات عارضنهُ!

رُبّما قد أكون مُخطئة فيما سَأكتبه الآن إلا أنهُ يَعودُ إلى رَأيي الشّخصي، مَوضوع الفصل هذا لم يُثر ضَجّة في المُجتمع اليَهودي كما أثير في المُجتمع العَربي وَأظن أنّ السّبب يَرجع إلى مَوقف العَرَب الإيجابي في التّعايُش أكثر مع الآخر!!

سُؤال أقلقني صَراحة وَراوَدني كثيرًا وَلا زال، لِماذا أتى الفصل تحديدًا في هذا الوَقت؟؟!

الإجابَة عَلى هذا السّؤال هيَ خير دَليل عَلى أنّ السّياسة اليَمينيّة المُتطرفة بَدأت تلعبُ دورَها بدقة وَبدأت آرائها العُنصريّة تنتشر وَتأخذ مَكانة واضحَة عِند البَعض في المُجتمع اليَهودي وَهذا شَيء مُقلق حَقا!

عكا

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة