الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 23 / أبريل 12:02

بين الأمس والغد/ بقلم: هلا أبوزيد- عيلبون

كل العرب
نُشر: 23/01/16 13:07,  حُتلن: 15:14

هلا أبوزيد في مقالها:

استعمالاتنا غير السليمة لهذه الوسائل بدأت تأخذنا في مسارات ومتاهات لا نهاية لها

التكنولوجيا سلاح ذو حدين فإذا كان هذا السلاح وسيلة لوصول هدف فهذا جدا ايجابي اما اذا كان هذا السلاح هو الهدف بحد ذاته واستعمالاته غير صحيحة فهذه

الأمس هو الأهل والأجداد والغد هو جيلنا والأحفاد والخوف من التدهور الذي يداهمنا ونحن في بيوتنا لا نحرك ساكنا بل بالعكس نذوب في هذا التدهور الذي برأي الكثيرين أنه سيؤدي بنا الى هاوية يصعب الصعود منها مرة ثانية وهذا التدهور الذي اقصده هو تلك الطفيليات التي داهمتنا ونحن جالسون في بيوتنا انها "التكنولوجيا" والتي اصبح البعض يعتقد ان الوسائل المستعملة تحت عنوانها هي الهدف في الحياة مثل الحاسوب، الشاشة الذكية، وأنواع الهواتف النقالة التي لا حصر لها ولا عد.

إن استعمالاتنا غير السليمة لهذه الوسائل بدأت تأخذنا في مسارات ومتاهات لا نهاية لها، اذا بدأنا نشعر نحن ابناء هذا الجيل اننا ابتعدنا عن الحياة، اصبحنا نعيش كل في قوقعته، نتواصل مع الآخرين فقط عبر الوسائل التكنولوجية نسينا لغة الكلام والنثر والشعر وتناسينا التواصل الاجتماعي عن طريق الزيارات البيتية وأصبحنا نتواصل عبر المواقع الإلكترونية، الطفل فقد الصديق وأخد يلعب مع الشاشه الذكية، الشاب والفتاة اصبحا يتعارفان عن طريق الموقع ويتفقان على الزواج عن طريق الرسائل الإلكترونية، الاخوة في البيت لا يعرفون الكثير عن بعضهم البعض، هذا يضحك وذلك عابس وتلك تبكي، الحلقات متناثرة في البيت، فكل يعيش في عالمه الخاص، لا حوار، لا جدال، لا اسئلة، لا إجابات، ببساطه لا كلام، وهذا ما يضيء لنا ضوءً أحمرَ علينا أخذه بعين الاعتبار، فالأمس الذي هو الأهل غير راضين عما يعشيه اطفال الغد وهم يرون ويشعرون بأن هذا الجيل جيلنا، جيل الاحفاد أخذ في الانهيار، اذ انهارت بنظرهم كل العادات والتقاليد والقيم التي جاهدوا وتعبوا وسهروا الليالي لنحافظ عليها، انها الإرث الوحيد الذي سيتركونه لنا ونحن بدورنا وبالضغط على مفتاح الكتروني نسينا وتناسينا وتجاهلنا كل قيمهم وتراثهم وتضحياتهم، وأصبحنا نعتنق كل ما نقرأه صحيحا كان أم خاطئا، لا تهمنا العائلة ولا التقاليد ولا القيم، هذا هو جيل الماركات والمظاهر.

سلاح التكنولوجيا هذا، هو سلاح ذو حدين، فإذا كان هذا السلاح وسيلة لوصول هدف فهذا جدا ايجابي، اما اذا كان هذا السلاح هو الهدف بحد ذاته واستعمالاته غير صحيحة فهذه مصيبة ويجب أن نجد لها الحلول قبل أن تلتهمنا نيرانها، فهبوا يا اجيال الأمس لنجدة أجيال الغد.

طالبة عمل إجتماعي

عيلبون

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة