الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 28 / مارس 23:01

القِصَّة وأثَرها التَّربَوِيّ/ بقلم: صفاء أبو فنة

كل العرب
نُشر: 13/01/16 23:28,  حُتلن: 07:34

القصَّة وَأَثَرها التَّربَوِيّ الاجْتِماعِيّ والسُّلوكِيّ فِي حَياةِ الطِّفْل

التَّربِيةُ بالقِصَّةِ مِنْ شَأنِها أَن تَقُومَ بإيصالِ المَعنى الحِسِّي "الشُّعورِيّ" والفِكري والَّذِي يتَخلَّلُ فِي مَضامِيْنِها وَكَوامِنِها المَغزَى المَرجُوّ مِنْه فإذا تَحقّقَ المَغزى وصَلنَا إلى الهَدَفِ السَّامِي والغَايَة النَّبِيْلَة فِي غَرْسِ المَفاهِيمِ السَّلِيْمَة وَتحَقّق مَا نَصْبُو إلَيهِ فِي انْشَاءِ جِيلٍ واعٍ وواعِدٍ بالحُرِّيّةِ الفِكرِيّة والشّعُوريّةِ وذلك مِنْ أَجلِ بِناءِ مُسْتَقَبلٍ يَعجّ بالتَّفاصِيل الجَمِيلَة المَلِيْء بَعالَمٍ مِنَ الفَراشَاتِ المُلَوَّنَةِ.

القِصَّةُ باعْتِبارها الجِنسِ الأَدَبِيّ الرَّاقِي والإنْسَانِيّ والّتِي تَفْتَحَ بابَ الإبداعِ، التَّسْلِيّة وُتضْفِي بِلُغَتها الجَمِيْلَة فَرَحًا عَلى عَالم الطُّفُولَةِ نَرى تأثِيرَها عَلى الجَانِبِ والنَّاحِيَةِ الحسية الَّتِي تٌعزّز مِنْ وجْدانِياتِ الطِّفل وتُخَفِّفُ مِن التَّوتّراتِ المُتَواتِرَة والخَوْف والاضْطِرَابَاتِ الشّعُورِيّة بِتَقدِيمها مَسَاحةً واَعِدةً بالأَمْنِ والأَمانِ, الطِّفْل الّذي بإمكَانِهِ أنْ يَتَخطَّى وأَنْ يَعبُر كلّ الحَواجِز الخَيالِيّة الوَهْمِيّة وتَشَظِياتِ الوَاقِعِ الأَلِيم هُوَ الطِفْل الَّذِي يُفكِّرُ بِعُمْقٍ وازْدهَارٍ فَتَكُونُ لَدِيهِ الفرصَة التَّعبِيْريّة والإنْشائِيّة الَّتِي تُساهِمُ فِي تَطْويرِ الطَّلاقَةِ والبَلاغَةِ اللَّغَويّة.

وَمنَ العَناصِرِ القَيِّمَة والّتِي تَعُودُ عَلى القِصَّةِ بالإيجَاب: جَذْبُ الانْتِبَاه, إثَارَةُ التَّشْوِيْقِ والاعْجَابِ وعُنْصرُ المُفاجَأةِ الَّذِي يُضفِي مُتَعَةً وَدافِيعيّة للقِراءَة كَما وأَنَّها َتزِيد مِنْ قُدْرَة الطِّفَل عَلى الفَهمِ والإدْراكِ.

أمّا مِن النَّاحِيَة الاجْتِمَاعِيَّة فِأنّها تُعزُّز ثِقَته بِنَفْسهِ وتَزِيدُ مِن قُدْرَتِهِ عَلى الاطِّلاعِ واكْتِسابِ مَهاراتٍ حَيَاتِيَّةٍ جَدِيدَةٍ ضِمنَ مَنظُومَةِ الأُسْرَةِ المُكَوَّنة مِن الأبِ الأمِّ والأخوَة, فالدَّعم النّاتِج عَن التَّربِيَة السَلِيمَة تخوِّلُه بالِقيامِ بأُمُورٍ تَعُودُ عَلَيْهِ وعَلى مَنْ حَوْله بالفَائِدة والايْجَاب.

عِنْدما تَكُونُ القِّصة مُؤثِّرةً مُعبِّرَةً ذَاتَ نَكهَةٍ حِسِّيّةٍ ووجْدانِيَّة عَالِيَةِ الجَوْدَة تَسْتَطِيعُ التَّاثِيرَ عَلى نَفسِيَّةِ الطِّفْل الَّذِي يُذَوّتُ وَيُخزِّنُ فِي عَقْلِهِ الأحْداثِ المَركَزِيَّة والحَماسِيَّةَ فِي كَوامِنهَا وَمَضامِيْنها.

ومِنَ النَّاحِيَة السُلُوكيّة فِأنّ الطِفْل يَسْتَطِيع أن يُحاِكي الشَّخصِّياتِ وتَصَرُّفاتِها الخَارِجِيّةَ وَيَسْتَطِيعُ أَنْ يُدرِكَ فِي جَوْهَرهِ التَّصرّفاتِ السَّلِيْمَة ويَمْتَنِع عَن التَّصَرّفاتِ السّلبِيّة لِذلك فَعلَى القِاص أن يتَطرَّق إلى السَُلُوكياتِ الخَاطِئَة والصَّائِبَة وشَرْحَها بِطَرِيقَة شَائِقَةٍ بَعِيْدةٍ عَنْ مَفادَ العِقابِ الّذِي يَظْهَر بالحِرْمانِ, الرَّهْبَةِ, التَّسَلّطِ والضَّرب!

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة