الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 28 / مارس 09:01

روائع من التاريخ (10)/ بقلم: محمود عبد السلام ياسين

كل العرب
نُشر: 09/01/16 11:17,  حُتلن: 11:18

فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ .. [الأعراف:176]
إن التاريخ ليس مجرد أقاصيص تحكى ، ولا هو مجرد تسجيل للوقائع والأحداث .. إنما يدرس للعبرة وللتربية .. تربية الأجيال .. (فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ) وكل أمة من الامم تعتبر درس التاريخ من دروس التربية للأمة ، فتصوغة بحيث يؤدي مهمة التربية في حياتنا ..
( وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ) [ البقرة : 216 ] .
الإنسان لقصر نظره : يرى دنياه فقط ؛ فيرى الفقر مصيبة ، ويرى احتراق محله مصيبة ، ويرى عدم إنجابه الأولاد مصيبة ، ويرى قطع يده أو رجله مصيبة و .. و .. و .. فالإنسان إذا عرف أن لله حكماً ، لو كشفت لذاب الإنسان كالشمعة محبة لله .
يحكى أنه كان لاحد الملوك وزير حكيم ، وكان الملك يقربه منه ويصطحبه معه في كل مكان . وكان كلما أصاب الملك ما يكدره قال له الوزير : " لعله خيراً " فيهدأ الملك . وفي إحدى المرات قطع إصبع الملك فقال الوزير : " لعله خيراً " . فغضب الملك غضباً شديداً وقال : ما الخير في ذلك ؟ وامر بحبس الوزير . فقال الوزير الحكيم : " لعله خيراً " ومكث الوزير فتره طويلة في السجن .
في يوم من الايام خرج الملك للصيد وابتعد عن الحراس ليتعقب فريسته ، فمر على قوم يعبدون صنم فقبضوا عليه ليقدموه قرباناً للصنم ، ولكنهم تركوه بعد أن اكتشفوا أن قربانهم اصبعه مقطوع .. فانطلق الملك فرحاً بعد أن انقذه الله من الذبح تحت قدم تمثال لا ينفع ولا يضر . واول ما امر به فور وصوله القصر أن امر الحراس أن يأتوا بوزيره من السجن ، واعتذر له عما صنعه معه وقال أنه ادرك الآن الخير في قطع اصبعه وحمد الله سبحانه وتعالى على ذلك . ولكنه سأله : عندما أمرت بسجنك قلت " لعله خيراً " فما الخير في ذلك ؟ فأجابه الوزير انه لو لم يسجنه لصاحبه في الصيد فكان سيقدم قرباناً بدلاً من الملك .. فكان في صنع الله سبحانه وتعالى كل الخير .
نعم .. " لعله خيرا "ً كلمة لا بد أن نكررها في كل ما يواجهنا في هذه الحياة ، فإنك لو كنت تؤمن بالله سبحانه وتعالى فيجب عليك أيضاً أن تؤمن بأن كل ما يواجهك في هذه الحياة هو وبلى شك بقضاء وقدر ، نعم كل شيء بقضاء وقدر ، وهذا معتقد أهل الإسلام ..
ورحم الله سيدنا علي رضي الله عنه حين قال : " والله لو كشف الغطاء ، ما ازددت يقيناً برحمة الله ، وعدالته ، وحكمته ".

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة