الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 19 / أبريل 10:01

اخراج الحركة الإسلامية في الداخل خارج القانون رغبة إقليمية /إبراهيم ابو صعلوك

كل العرب
نُشر: 19/11/15 07:33,  حُتلن: 07:35

إبراهيم ابو صعلوك في مقاله:

من هنا تقع مسؤولية الدفاع عن المسجد الأقصى المبارك وعن هؤلاء السكان وعن من يدافع عن المسجد الأقصى المبارك على عاتق السلطة الفلسطينية، الدول العربية والدول الإسلامية ودول العالم أيضاً 

لما كان الحال هذا من الطبيعي أن تبحث هذه الدول عن مخرج يجنبها هذا الحرج الدائم الذي تسببه لها الحركة الاسلامية في الداخل الفلسطيني بتحذيراتها المستمرة التي تجعلها في محط المسؤولية دون أن تجد ملاذا للإفلات والتنصل من هذه المسؤولية

نحن نعيش اليوم في عالم يحرم فيه قول الحق ومن يقوله لا يجد له أعواناً أو بلغة أبسط "الي بقول الحق بتخرمش وجهه" وهذا هو بيت القصيد فشق الحركة الإسلامية التي تعتبره إسرائيل اعتبارا من اليوم فصاعداً خارجاً عن القانون كان على الدوام النذير الذي يكشف عما تقوم به إسرائيل من حفريات في المناطق المحيطة بالمسجد الأقصى المبارك، ومن تمكين اليهود المتطرفين من دخوله، والصلاة في باحاته وهذه هي الجريمة التي اقترفتها الحركة الاسلامية، مع أن الحفريات ظاهرة للأعيان لا خفاء فيها، ودخول اليهود المتطرفين إلى باحات الأقصى مشهود غير منكور ولا مجحود لم يتوقف إلا مؤخراً.

كما هو معروف لطالما لم تحل القضية الفلسطينية يعتبر الجزء الشرقي من القدس ومن ضمنه المسجد الأقصى محتلاً من قبل إسرائيل ويثبت ذلك ليس المواثيق الدولية فحسب بل تعامل إسرائيل مع سكانه في الآونة الأخيرة ووضع الأسوار والحواجز حول أحيائه وتهديد سكانه بسحب هوياتهم الإسرائيلية مما يؤكد أن ما يجري في هذه المناطق وخاصة كل ما يتعلق بالمسجد الأقصى المبارك الذي تكررت الاقتراحات غير مرة حول وضعة تحت رقابة دولية ليس أمرا اسِرائيليا داخليا بل يخص السلطة الفلسطينية لأن هؤلاء السكان فلسطينيين، ويخص الدول العربية لأن هؤلاء السكان عربا، ويخص الدول الإسلامية لأن هؤلاء السكان مسلمين، والعالم لأن هؤلاء السكان تحت احتلال وهذا المسجد لأنه خاضع لاحتلال.
من هنا تقع مسؤولية الدفاع عن المسجد الأقصى المبارك وعن هؤلاء السكان وعن من يدافع عن المسجد الأقصى المبارك على عاتق السلطة الفلسطينية، الدول العربية والدول الإسلامية ودول العالم أيضاً لكن لا يخفى على عاقل أن هذه الدول عاجزة تماماً عسكرياً وسياساً عن القيام بهذا الدور لذلك لا بد لها من عمل يعفيها من القيام بهذه المسؤولية دون ظهورها وكأنها متنصلة من القيام بمسؤوليتها تجاه المسجد الأقصى مسرى ومعراج نبيها عليه الصلاة والسلام.

وبما أن الحركة الإسلامية هي النذير الذي يثير دائما مسألة خطورة هدم المسجد الأقصى نتيجة الحفريات التي تجريها إسرائيل هناك، ومسألة تقسمه زمانياً ومكانياً بسبب دخول اليهود المتطرفين إلى باحاته، كما حصل في المسجد الإبراهيمي في الخليل وما أشبه اليوم بالبارحة، تضع تلك الدول ومن ضمنها السلطة الفلسطينية في حرج كبير ويجعلها أمام خيارين اثنين أما أن تصدق ما تحذر منه الحركة الإسلامية وإما أن تكذبه وكلا الخيارين صعب فلو صدقت ما تقوله الحركة الاسلامية وسلمت به لوجب عليها التحرك سياسياً على الأقل والذود عن المسجد الأقصى لأنه كما هو معروف ليس ملك خاص للحركة الاسلامية ولا للشعب الفلسطيني لوحده ولو كذبت بما تقوله الحركة الاسلامية لأن هذا التكذيب سيكون مخالفاً للواقع ِلما سلمت من شعوبها المسحوقة لأنها تعلم مكانة هذا المسجد في قلوب هذه الشعوب حتى لو كانت مسحوقة.
فلما كان الحال هذا من الطبيعي أن تبحث هذه الدول عن مخرج يجنبها هذا الحرج الدائم الذي تسببه لها الحركة الاسلامية في الداخل الفلسطيني بتحذيراتها المستمرة التي تجعلها في محط المسؤولية دون أن تجد ملاذا للإفلات والتنصل من هذه المسؤولية وخاصة وأنها لا تمتلك قوة سياسية ولا عسكرية للإيفاء بهذه المسؤولية فلا بد لها إلا أن تيسر الطريق لإسرائيل أما بالصمت أو بالإيعاز والموافقة والتشجع لكي تتمكن من إخراج الحركة الإسلامية خارج القانون لإسكات صوتها حتى لا تسمع هذه الدول عما يجري في الأقصى وللأقصى آلم يخرج سيسي مصر الإخوان المسلمين خارج القانون فأن لم يكن هذا إيعازاً فما هو الإيعاز إذاً، وإن كان إيعازاً يصبح اخراج الحركة الإسلامية في الداخل خارج القانون رغبة إقليمية قبل أن تكون إسرائيلية.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net 


مقالات متعلقة