الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 25 / أبريل 00:02

فلسطين ليست عاقراً /بقلم: فادي أبو بكر

كل العرب
نُشر: 18/11/15 10:19,  حُتلن: 12:06

فادي أبو بكر في مقاله:

الشهيد غسان كنفاني كان يروي حكاية فلسطين ويرسمها بأسلوب قصصي مميز لا مثيل له ، واليوم يخرج إبراهيم نصر الله ليكتب روايات فريدة جميلة ترصد تشكل الهوية الفلسطينية

غياب العظماء لا يعني إنتهاء عصر حراس الحلم الفلسطيني ، فما زالت أرواحهم متقدة من حولنا ، فها هو الجيل الجديد المتمدرس على مسار الحراس الراحلين، يقدم يوماً بعد يوم نماذجاً مشرفة في العمل الوطني والنضالي بكافة جوانبه وأشكاله 

ما زالت القضية الفلسطينية ملتهبة كالجمر ، تمزق الريح بحوافرها ليصل صوتها إلى أقاصي الدنيا على الرغم من كل ما مر بها من محاولات اغتيال عربية كانت أم استعمارية ، فقد كانت تبوء بالفشل دائماً بفعل صمود وثبات المرابطين في أرض فلسطين.
لبعض الرجال حق علينا أن لا ننساهم ، ونخلد ذكراهم لما قاموا به من نضالات و أفعال استثنائية خلدت القضية الفلسطينية في كل منبر وبقعة في العالم.

أولهم الثائر الشهيد ياسر عرفات .. الفلسطيني الذي صنع لوطنه أولى سلالم المجد حينما أطلق الرصاصة الأولى في الثورة الفلسطينية المعاصرة. الرجل الذي مثل الهوية الفلسطينية بخطابه الثوري وكوفيته البيضاء وبزته العسكرية ومسدسه الذي لا يفارق حزامه . ولا ننسى كيف كان يمثل حجر الزاوية في تماسك الموقف الفلسطيني حتى رمقه الأخير.
لا يمكن أن ننسى الأمير خليل الوزير صاحب العقل العسكري الكبير ، الذي قام بتوجيه عمليات عسكرية نوعية ضد الجيش الإسرائيلي، ما زالت تُدرس حتى اليوم لدى حركات التحرر العالمية .
كل ثورة لها حكيم ، والثورة الفلسطينية كانت محظوظة بجورج حبش الذي تمسك بمعانقة البنادق إلى جانب الوعي السياسي الكبير الذي كان يملكه ، فكان خير من عمل للقضية الفلسطينية وخلدها بنضالاته الطويلة .
تحية كبيرة إلى روح محمود درويش الذي خلد شعره القضية الفلسطينية ، بدليل أن أعماله و قصائده ترجمت إلى أكثر من اثنين وعشرون لغة . محمود درويش الذي أنسن القضية الفلسطينية حينما قال "على هذه الأرض ما يستحق الحياة " .. عبارة ما زالت عالقة في ذهن كل حر في العالم ..
من لا يعرف حنظلة ، حنظلة الذي أصبح رمزاً للهوية الفلسطينية ، فهو الفلسطيني الذي على الرغم من نكبته ولجوءه وفقره إلا أنه رفض الحلول الخارجية .. لقد أخترع ناجي العلي شخصية حنظلة فخلدت اسمه في كتب التاريخ وخلدت القضية والهوية الفلسطينية في أروقة العالم .
فلسطين لا تنسى الشهيد غسان كنفاني صاحب القلم الثائر الذي فضل أن يموت قلمه مشنوقاً على أن يكون مدفوع الأجر ..
المفكر العالمي ادوارد سعيد ، كان من أبرز المدافعين عن القضية الفلسطينية ، ولا يُنكر دوره في تدويل القضية الفلسطينية ، فهو منارة ثقافية للأجيال الفلسطينية ، تعتز وتفتخر بها القضية الفلسطينية.
رحمك الله يا أبو عرب يا شاعر الثورة الفلسطينية ، ويا ذخيرة التراث الفلسطيني ، فأغانيك هي تخليد للتراث الفلسطيني ، وإحياء للهوية الفلسطينية التي يحاول الاحتلال الصهيوني طمسها ، وفلسطين لا حياة لقضيتها من غير تراث وماضي وهوية ..
القضية الفلسطينية تفتقد إلى أولئك العظماء ... ولكنها بنفس الوقت تفتخر بعظماء أحياء سنستشعر مدى تأثيرهم مع مرور الأيام ..
الرئيس الفلسطيني محمود عباس قام وما زال يقوم بعمل دبلوماسي مكثف في سبيل تدويل القضية الفلسطينية ، وإبقاءها حية في أروقة العالم. عمل دبلوماسي لا يقل شراسة عن العمل العسكري ، حتى إن إسرائيل اعتبرته خطر كبير عليها ، فهو أظهر للعالم أن الفلسطيني له جانب آخر ، فهو إنسان بسيط يريد العيش بحرية وسلام ، ولن يتنازل عن حقه مهما ازداد الاحتلال بشاعةً وإرهاباً.
في بيروت عُرف الشهيد القائد سعد صايل بمارشال بيروت ، حيث كان من أحد رموز الحركة الوطنية الفلسطينية وصناع تاريخها المشرف ، ولكن عهد المارشالات في فلسطين لم يتوقف هناك في بيروت ، فقد خرج المارشال أبوجندل ليقدم أسطورة جديدة في مخيم جنين مخيم الأسود، واستشهد هو ورفاقه في معركة أسطورية لن ينساها التاريخ.
رحل محمود درويش ورحل معه سميح القاسم ، ولكن أشعارهم ما زالت خالدة في وجدان الفلسطينيين. إلا أن هناك من استمر على نهجهم واستلم مهمة قيادة الشعر الفلسطيني حتى يبقي القضية حية خالدة ، فها هو تميم ابن مريد البرغوثي يخرج علينا بقصائد شعرية تعيد إحياء القدس وفلسطين في قلوبنا وعقولنا ..
الشهيد غسان كنفاني كان يروي حكاية فلسطين ويرسمها بأسلوب قصصي مميز لا مثيل له ، واليوم يخرج إبراهيم نصر الله ليكتب روايات فريدة جميلة ترصد تشكل الهوية الفلسطينية ، ليكمل بذلك مشوار غسان ومريد وغيرهم من كتاب فلسطين الذين أخذوا على عاتقهم مهمة توثيق ملامح الهوية الفلسطينية و تثبيتها .
أغاني أبو عرب ستبقى ترن في آذاننا لتذكرنا بحق العودة ، ودم الشهداء وحقنا في العيش بحرية وكرامة ... و الشاب محمد عساف اليوم يعيد العزف على هذا الوتر في أغانيه "على الكوفية" ، "ارفع راسك هذا سلاحك" ، " أنا دمي فلسطيني " .. كلها أغاني تبقي المعنويات مرفوعة والقضية خالدة في الوجدان وعلى مسامع الآذان .

غياب العظماء لا يعني إنتهاء عصر حراس الحلم الفلسطيني ، فما زالت أرواحهم متقدة من حولنا ، فها هو الجيل الجديد المتمدرس على مسار الحراس الراحلين، يقدم يوماً بعد يوم نماذجاً مشرفة في العمل الوطني والنضالي بكافة جوانبه وأشكاله .
أمعن النظر من حولك جيداً ، سترى عرفات ودرويش وغسان والحكيم ... أمعن جيداً .. فحراس الحلم الفلسطيني موجودون في كل مكان وزمان .. فلسطين ليست عاقراً ، وما زالت تنجب الأبطال والعظماء .. فلسطين فقاسة الأحرار والمناضلين .

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net 

مقالات متعلقة