الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 25 / أبريل 20:01

قصتنا لليوم : حسن الظن

كل العرب
نُشر: 16/11/15 18:57,  حُتلن: 07:50

كان السلطان عبد الرحمن سلطان بلاد الرحمة لا يهمل شعبه أبدا، ولكنه انشغل بقيادة جيشه للدفاع عن حدود البلاد ضد أعدائها. ولهذا طلب من ولي عهده الأمير عبد الرحيم أن ينزل إلى شوارع العاصمة وما حولها من البلاد ليتفقد أحوال الناس بدلا منه.


صورة توضيحيّة

كان الشعب يحب الأمير عبد الرحيم لتواضعه وأخلاقه الحسنة ورحمته بالضعفاء وفي نفس الوقت يحترمه لأنه كان حازما قوي الشخصية معتزا بنفسه.
وفي أثناء مرور الأمير عبد الرحيم في أحد شوارع العاصمة وقف الناس يسلمون عليه ويحيونه ويحدثونه عن مشاكلهم وأحوالهم إلا صبي يجلس مبتسما خلف قفص وضع عليه بعض البضائع المتواضعة، فلم يقف هذا الصبي ولم يحيي الأمير ولم يرد تحيته حين أشار إليه الأمير بالتحية.
لاحظ أحد رجال القصر التغير على وجه الأمير فأمر الحرس أن يستدعوا والد هذا الصبي لمقابلة الأمير، فلما حضر بين يديه قال الأمير:
- لماذا لا تعلم ولدك التأدب مع الناس؟ إنه لا يحيي أحدا ولا يرد التحية
تبسم والد الصبي قائلا:
- عافى الله أميرنا الحبيب ورزقه الذرية الصالحة، إن ولدي هذا لا يرى ولا يسمع ولا يتكلم، وأنا أجلسه بجوار بضاعتي وأضع أسعارها عليها وبجوارها صندوق ليضع المشترون فيه الثمن، أما أنا فأهتم بأمه المريضة وأخويه الصغيرين والحمد لله على ما أعطى.
فبكى الأمير وكل من في القصر وعلموا أنهم أساءوا الظن بالصبي وأهله، وأمر لهم بمساعدة شهرية تعينهم على ظروف الحياة، وقبل أن ينصرف الرجل شاكرا الأمير سأله الأمير:
- لماذا لم ترفع لنا أمرك وأنت في أمس الحاجة إلى المساعدة؟
فرد الرجل:

- أوصاني والدي قبل أن يموت ألا أسأل إلا الله، وكان يقول لي منذ الصغر: "توكل على الله فإنه سيكفيك ويسخر لك من يقضي حاجتك".
 

مقالات متعلقة