الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 28 / مارس 18:02

قبل الإعصار/ بقلم: يوسف حمدان

كل العرب
نُشر: 10/11/15 07:43,  حُتلن: 09:52

 إغلق بابَك في وجهي
وانشرْ حرّاسَك حول البابْ.
أوصد بوابات عبوري
واتركني لوحوش الغابْ.
لا تمنحني التأشيرةَ
واغلق كل الأنفاق!
إغلق قلبكَ..
لا تسمعْ قصةَ آلامي!
لا تسألْ عن أحلامي!
فأنا.. رغم صنوف الغدر
ورغم عذابي..
أعرفُ أن الدنيا..
كل الدنيا.. بيتي.
أعرفُ.. سيانِ لديكَ
حياتي ومماتي.
لكني حذرتُك:
أحرُسْ كنزكَ
من غضب الزحف الآتي!
احرُس أرضَ مطارِكَ
من وطأة أقدامي!
فأنا لي شعبٌ يملأُ كلَّ المعموره.
وأماني شعبي تنبضُ في كل
شعوب الأرض المقهوره.
إبعِدْني عن قصركَ
واحجبْ عنّي أسفاركْ..
فأنا أعرف أن رفاقي..
في كل بقاع العالم..
أكثر من كل رعاياكَ وأتباعكْ.
***
أرفض أن يقبلَ إنسانٌ
عيشاً في كنفِ الظلمِ
وأن يرضى بحياة الذلْ.
حسبي أن أحظى بالعيش كريماً
تحت لحاف البدرِ
وفوق فراش البيدرْ.
حُلمي أن أنتزع الحريةَ
من أغلال المستعمرْ.
حلمُك أن يحمي ثرواتكَ
شرطيٌ يتحالفُ مع جُند المحتلْ
حُلمي:
أن يكبرَ طفلي بكرامه..
أن تبلغَ بنتي
غايات العِلم القصوى.
حلمُكَ:
أن تسكتَ أنَّاتُ القدسِ
وأن تخرسَ صرخات الأقصى.
إن كنتَ تعادي شعبَكَ
إرضاءً لبلاد الشركات الكبرى
فاذكرْ أن سيولَ الغضب الجارفِ
تأتي من ناحيةٍ أخرى.
لا تطلب فرجاً من فاتحة البختْ!
أفرغْ كأسَك ما دام أمامكَ
متسعٌ من وقتْ!
وتمتع ما شئتَ بأوهامٍ
ينسجها الجشعُ الأعمى والجهلْ.
***
ستجيءُ أليك الأخبارُ
بأني كنتُ.. وما زلتُ القلعةَ
في الخط الأولِ
في وجه غزاة بلادك.
وستعرفُ.. بعد فوات أوانٍ..
أنّي حين أقاتلُ أدفع عنكَ
وعن أرضك أطماعَ الغاصبْ.
عاديني إن شئتَ
وصادق مضطهدي..
وتمتعْ بالوقت الضائعِ
قبل وصول الإعصار الغاضبْ.
إغلق بابك في وجهي..
وتذكّرني حين تفتشُ عن بابٍ
ينفذُ منه السلطانُ الهاربْ.

نيويورك

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net 

مقالات متعلقة