الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 18 / أبريل 14:02

الانتفاضة الشعبية.. ثلاث رسائل ساخنة/بقلم:د.هاني العقاد

كل العرب
نُشر: 01/11/15 10:59,  حُتلن: 07:54

د. هاني العقاد في مقاله: 

بعد شهر من مسيرة الإنتفاضة الشعبية التي نتوقع لها أن تكون طويلة الأمد بات واضحا أن هناك ثلاث رسائل ساخنة تبعث بهاتلك الانتفاضة الى كل من اسرائيل والمجتمع الدولي والقيادات الفصائلية الفلسطينية

الرسالة الثانية التي أرسلتها الإنتفاضة الشعبية الى واشنطن بالدرجة الأولى وكان جزء منها الى المجتمع الدولي

الرسالة الثالثة وهي الرسالة الساخنة برأيي والتي توجهها الإنتفاضة الشعبية الحالية للفصائل الفلسطينية وقادة الإنقسام الذين ما توقعوا أن يفجر أحد غيرهم هذه الإنتفاضة والذين ما توقعوا أن يطلب الجميع منهم البقاء في مربع الداعم لهذه الإنتفاضة 

مضي شهر على تفجر الإنتفاضة الحالية والتي انطلقت نتيجة تراكمات خطيرة سببتها سياسية تكريس الاحتلال الاسرائيلي وانكار اي أسس تقود لدولة فلسطينية مستقلة وتوفر الأمن والهدوء لشعوب المنطقة وخاصة أساس حل الدولتين، اليوم يشهد العالم إنتفاضة شعبية فلسطينية فجرها شباب لم يحلموا إلا بمستقبل كمستقبل باقي البشر، ولم يتصوروا القدس إلا عاصمة الدولة الفلسطينية، ولم يعد بإمكانهم  أن يتحملوا إنتهاكات المستوطنين المتطرفين للمقدسات الاسلامية وعربدتهم في كل مكان وكأنهم خلق غير كل البشر، هؤلاء الشباب هم القاطرة التي لحقت بها كل عربات المقاومة الشعبية، لم يتوانى أحد او يتراجع، لم تترك الإنتفاضة الشعبية بلدة فلسطينية ولا مدينة بالضفة الغربية وحتى الداخل الفلسطيني إلا شهدناها هناك، على كافة حواجز التماس مع الاحتلال، وعلى كافة مداخل المستوطنات، وفي كل أحياء القدس العاصمة والخليل وفي غزة والسياج الحدودي.

بعد شهر من مسيرة الإنتفاضة الشعبية التي نتوقع لها أن تكون طويلة الأمد بات واضحا أن هناك ثلاث رسائل ساخنة تبعث بهاتلك الانتفاضة الى كل من اسرائيل والمجتمع الدولي والقيادات الفصائلية الفلسطينية ولا رسائل للأمة العربية لان الإنتفاضة لن يستفيقوا الان ولابد من أن تساعدهم الإنتفاضة ليستعيدوا عروبتهم، كل له رسالته بلغته التي يفهمها وأول هذه الرسائل الى اسرائيل لتقول لهم بأن كل الوهم الصهيوني اليميني المتطرف قد أسقط مع في أول شهر للإنتفاضة فقد بدا واضحا أن مراهنة نتنياهو على قبول الفلسطينيين بنظرية العيش مع الاحتلال قد سقطت وسقط معها كل عوامل الأمن والإستقرار الذي يتغنى يه سيد الأمن الذي وعد الجمهور الإسرائيلي بكثير من الوعودات والأحلام ووعد المستوطنين بمزيد من الإستيطان ومزيد من الحقوق في المسجد الأقصى بل ووعدهم بنصيب لهم هناك ليقيموا هيكلهم المزعوم والغريب انه مازال حتى اللحظة لم يفهم هذه الرسالة ويكابر بأنه يستطيع بكل قوة اسرائيل العسكرية والأمنية أن يحقق ما يريد، الرسالة التي وصلت حكومة نتنياهو اليوم تؤكد انه يستحيل إستمرار الاحتلال وإستمرار مخططاته الرامية الى تصفية الوجود الفلسطيني في القدس ويستحيل حل الصراع ببعض من التسهيلات السياسية والإقتصادية للفلسطينيين ودولة مؤقتة لا حدود لها، والرسالة ذاتها تؤكد أن المسجد الأقصى خط احمر وهو فقط للفلسطينيين ولا حق لاحد في زيارته إلا بأذن من وزارة الأوقاف الفلسطينية التي هي من تدير هذا المسجد بكامل مساحته، وتؤكد أن الحرم الابراهيمي بالخليل خالص للفلسطينيين لا مكان لليهود هناك ولا تقسيم سوف يستمر هناك.

الرسالة الثانية التي أرسلتها الإنتفاضة الشعبية الى واشنطن بالدرجة الأولى وكان جزء منها الى المجتمع الدولي، رسالة واشنطن كانت واضحة بالرغم ان كيري لم يفهمها أو فهمها وحاول أن يتجاهل ما جاء فيها وبدلا من أن يصوب إتجاه سياسته التي لم يتبقى عليها في الولاية الحالية سوي الوقت الضائع أخذ يساند القاتل ويصدق بأن المقتول يحرض على القتل، الرسالة ايضا اوضحت للإدارة الأمريكية انه لا يمكن للأجيال الفلسطينية أن تنتظر طويلا حتى يأتي رئيس أمريكي يوما من الأيام ويكشف الغطاء عن اسرائيل ويتخلى عن التأييد التام والأعمى للسياسة الاسرائيلية ويقول كلمة عدل في الصراع ونري تدخل إيجابي لتطبيق حل الدولتين وإنهاء الصراع الطويل وهذا يستحيل أن يتحقق في الزمن القريب بسبب العديد من الإتفاقيات الاستراتيجية بين الإسرائيليين والأمريكيين وبسبب تشابه مكونات المجتمع الأمريكي والإسرائيلي، وبسبب قوة اللوبيات اليهودية التي تسيطر على معظم المؤسسات السيادية والسياسية في أمريكا. الجزء الآخر من الرسالة التي أرسلتها الانتفاضة الحالية هي للمجتمع الدولي، الأمم المتحدة ومجلس الأمن لمحاولة إعادة وعيهم وإستعادة ضميرهم الذي تجاهل العدل الدولي فترة طويلة بسبب الهيمنة الأمريكية والتفرد في موضوع حل الصراع الطويل ويطلب الفلسطينيين في هذه الرسالة منهم ممارسة دورهم الطبيعي لتعزيز الأمن والإستقرار بالعالم، الرسالة معانيها واضحة يفهمها كل الدول الأعضاء في مجلس والأمم المتحدة بضرورة توفير الحماية للشعب الفلسطيني حتى يستطيع العالم أن ينهي هذا الإحتلال المجنون.

الرسالة الثالثة وهي الرسالة الساخنة برأيي والتي توجهها الإنتفاضة الشعبية الحالية للفصائل الفلسطينية وقادة الإنقسام الذين ما توقعوا أن يفجر أحد غيرهم هذه الإنتفاضة والذين ما توقعوا أن يطلب الجميع منهم البقاء في مربع الداعم لهذه الإنتفاضة وليس في مربع تقدم المنتفضين وقيادتهم ورفع الرايات على أكتافهم، الرسالة لها دلالتها فهي تعني أن هذه الإنتفاضة جاءت موحدة للشعب الفلسطيني الذي قمتم بتقسيمه والعبث بفكره النضالي، ما عليكم الان إلا إنهاء إنقسامكم فورا حتى لا يشكل خطر يهدد إستمرار الإنتفاضة ولابد لكل طاقاتكم من الإنصهار في بوتقة الإنتفاضة الشعبية والإستماع لكلمتها، هذه الإنتفاضة طويلة الأمد، هذه الإنتفاضة طريقها تحتاج النفس الطويل، لا نريد أن تحرف عن مسارها فهي إنتفاضة شعبية لا تهدأ ولا تنتهي إلا بإنهاء الاحتلال الاسرائيلي وتحرير المقدسات وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، انها رسالة من الشعب المنتفض الى قيادته، مفادها عندنا فشلتهم وأفشلكم الإنقسام جاء دورنا مسلمين ومسيحين وشباب وشابات واطفال ورجال ونساء لنواجه المحتل بطريقتنا وأساليبنا وبفلسفتنا النضالية وفهمنا لطبيعة الصراع، الرسالة ايضا تقول اتركونا نخوض هذه المعركة ونخاطب العالم بلغة يفهمها واحموا ظهورنا بوحدتكم نحن ابناؤكم وقوتكم فلا تهملوا هذه الرسالة.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة