الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 25 / أبريل 09:01

مكاتب عمال اجتماعيين/ بقلم: د.صالح نجيدات

كل العرب
نُشر: 18/09/15 08:35,  حُتلن: 07:23

 د.صالح نجيدات في مقاله:

الكثير من أبنائنا وبناتنا يتزوجون بدون تهيئة وبلا خبرة ولا تأهيل اجتماعي ونفسي للزواج 

أحيانا يتم تعيين محكمين على يد المحاكم الشرعية من قبل طرفي الزوجين دون أن يكون عندهم إلمام ومعرفة وخبرة، فبدل من ايجاد حل للمشكلة بين الزوجين يعقدون الامور

يتوجب على أعضاء الكنيست العرب مطالبة الوزارات ذات الصلة بتعيين مكاتب عمال اجتماعيين بجانب كل محكمة شرعية اسوة بمكاتب العمال الاجتماعيين بجانب المحاكم الدينية اليهودية، وذلك بهدف تحويل قضايا الخلافات الزوجية الى هذه المكاتب لعلاجها ومنع الطلاق وخاصة أن نسبة ارتفاع الطلاق في مجتمعنا المسلم آخذة بالازدياد.

أحيانا يتم تعيين محكمين على يد المحاكم الشرعية من قبل طرفي الزوجين دون أن يكون عندهم إلمام ومعرفة وخبرة، فبدلًا من ايجاد حل للمشكلة بين الزوجين يعقدون الامور وعندها يصعب الحل، فوجود مثل هذه المكاتب الاجتماعية بجانب المحاكم الشرعية يساعد كثيرا بحل الخلافات الزوجية، وأريد أن أسأل لماذا يتم تعيين عمال اجتماعيين تساعد المحاكم الدينية اليهودية بعلاج المشاكل العائلية في الوسط اليهودي ولا يوجد بالمقابل عمال اجتماعيين تساعد المحاكم الشرعية في حل المشاكل الزوجية للمسلمين؟

يجب استحداث مكاتب عمال اجتماعيين بجانب المحاكم الشرعية المختصة بإصلاح ذات البين بين الازواج وعائلاتهم وحل مشاكلهم، والمحافظة على العائلات من التفكك والطلاق وإكساب هذه العائلات الخبرة وأساليب التعامل مع واقعهم العائلي بتروي وحكمة وطرق علمية صحيحة ، من أجل تخطي العقبات التي تعترض مسيرة العائلة.

فالعائلات المهدومة والمفككة تؤدي إلى ضياع الابناء ووقوعهم في صحبة رفاق السوء، الذين يتعاملون بالعنف وتجارة المخدرات والسرقة والسطو على ممتلكات الآخرين، فضلاً عن تسبب العقد النفسية والأمراض الاجتماعية للأطفال المهملين وعند الكبر تخرج من هذه الفئة كبار المجرمين.

مكاتب العمال الاجتماعيين هي أحد الأطراف الأكثر أهمية في المشاركة في رسم استراتجية علاج المشاكل العائلية ووضع معالمها، والمشاركة في تنفيذها، ويقتضي أيضاً من كل مؤسسات المجتمع ذات الاختصاص أن تسهم في موضوع الإصلاح العائلي، بمشاركة مكاتب العمال الاجتماعيين قبل الذهاب الى المحاكم الشرعية.

الكثير من أبنائنا وبناتنا يتزوجون بدون تهيئة وبلا خبرة ولا تأهيل اجتماعي ونفسي للزواج ، ويصطدمون بالواقع البعيد عن الأحلام الرومانسية، فينشأ الخلاف، المؤدي إلى الطلاق، وتنشأ نزاعات طويلة الأمد بين العائلات، مما يجعلنا أمام مشاكل متكررة، وحالات طلاق كثيرة تزداد كل سنه ويجعلنا أمام واقع اجتماعي مليء بالنزاعات والمشاكل الاجتماعية المزمنة.

الزواج يحتاج إلى وعي وثقافة واستعداد، وقدرة وأسلوب على التعامل مع شريك الحياة، وبناء علاقات معه على اساس المحبة والمودة والاحترام المتبادل والتقبل والمسامحة والتعاون مع الطرف الآخر، وتهيئة الانفس على القدرة للعيش المشترك الذي يحتاج إلى التنازلات، والتخلي عن الانانية والخصوصية الفردية، فلعل وعسى مكاتب العمال الاجتماعيين إن تم اقامتها واستحداثها يؤدون هذه المهام.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net 

 

مقالات متعلقة