الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 24 / أبريل 08:01

زهير دعيم يكتب على منبر العرب: إنّه

كل العرب
نُشر: 04/04/15 11:40,  حُتلن: 11:56

وَلَمَّا دَخَلَ أُورُشَلِيمَ ارْتَجَّتِ الْمَدِينَةُ كُلُّهَا قَائِلَةً: «مَنْ هذَا؟» متى 10:21
كنتُ هناك، وقد رأيت الحيْرة في العيون، والإستفهام يملأ الفضاء في المدينة الخالدة المرتجّة، فحاولت أن أجيب، فأشرت بيدي أن اصمتوا ورحتُ أقول:

- إنّه الرسّام الماهر الذي رسم البحار والمحيطات والأنهار على شفاه الجبال، ورصّع السماء بكواكب لا تُحصى، ولوّن الخِربةَ الخاوية بألوان قوس قزح.

- إنّه الفنّان الرائع الذي عزف سيمفونيّة الكينونة من خرير المياه وشقشقة العصافير ووقع حبّات المطر على نوافذ الأزل.

- إنّه النحّات الأعظم الذي جبَلَ من التراب وجهًا صبوحًا ولحظًا لافتًا وبسمة ريّا.

- إنّه الشّاعر المجيد الذي خطّ بدمه المهراق ملحمة الفداء الأصيل، فجاءت وهجًا يُنير سراديب النفوس ومجاهل الأيام.

- إنّه الكاتب الرائد الذي طرّز رواية الموعظة على الجبل، فاستظلّ بظلّها كلّ عباقرة الأدب.

- إنّه المُعلّم الانموذج الذي علّم الأجيال بالأمثال تارة والسيرة العطرة مرة أخرى، والتعابير المفحمة، القاطعة، الحكيمة التي تجعلك تصرخ: يا إلهي ما أروعك!!

- إنّه الرّاعي الصّالح الذي يقود قطيعه الى المراعي الخضراء والينابيع العذبة، حاملا على منكبيه الحمَل الأعرج، ماسكًا بيمينه الخروف العجوز، وعيناه تصولان وتزرعان الآماد رقابة، فقد يخرج الذئب الخاطف من خلف التلّة.

- إنه الحكيم، عنوان كلّ فكر ومعرفة.

- إنه الملك المتواضع الذي ينحني أمام عبيده فيُغسّل ارجلهم من غبار الأيام.

- إنه السخيّ الكريم الذي يُطعم الجياع من على مائدته بأشهى السمك وأطيب خبز، وكيف لا وكلّ خيرات الدنيا ملكه ورهن إشارته؟.

- إنه الطبيب الشّافي الذي يخافه البرص وكل مرض، ويرتعد منه الموت فيفرّ هاربًا.

- إنّه المُعزّي الذي يبلسم جروح النفوس بمرهم الهيّ.

- إنّه الاتوستراد المباشر الى السماء.

- إنّه الحقّ المُحرّر، الذي يفكّ النفوس – كلّ النفوس – من رباط ووثاق الخطايا.

- إنّه الحياة بعينها؛ بأمّها وابيها وصيرورتها ومآلها.

- إنّه الكرمة الحقيقيّة الجميلة الخضراء الدّانية القطوف، والتي تعطينا الخمر العابق أبدًا بشذا الوعي.

- إنّه العريس؛ الفتى الجليليّ الجميل، الذي يحمي عروسه ويصونها ويتغزّل بها ويحفظها من كلّ دَنَس.

- إنه مُجترح العجائب الذي يمشي على وجه المياه ويُبكم العاصفة ويُهطل الأمطار من لا غيمة!!

- إنه أسد يهوذا المهيب الذي يصل زئيره الى بحيرة النار فترتعد فرائص ابليس وأعوانه.

- إنّه الديّان الآتي على السحاب، والذي سيحاسب كل البشر ويعطي لكل واحد أجرته..

- إنّه..........

ورنّت ساعة المُنبّه في جوّالي، فقد حانت ساعة اليقظة والذهاب الى العمل، فاستيقظت والتفتت حولي فلم أر الا زوجتي...

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net
 

مقالات متعلقة