الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 20 / أبريل 05:02

هاجس "الرجُل الشّرقي" في الحُب /بقلم:نانسي مزاوي شحوك

كل العرب
نُشر: 25/06/14 11:35,  حُتلن: 11:40

يتوارى خلفَ قُضبان القوة، الرّجولة ،الشخصية الفذة، والعقل الواعي المُتفتح المُدرك لما يجول حوله من أحداث وأضواء وقصص وقضايا وهموم.... يستلم هو زمام الأمور بِحكمةٍ بجدّيّةٍ بتروٍّ دون تذمّر دون عصبيّة، قُوّته تكمن في كَونه سيّد الأشياء معظم المرّات، سيّد العمل، سيّد المنزل، وزعيم القلبِ جُلّ المرّات.

يجولُ في قلبِ امرأته وفوق رأسه تاج الملوك، وجنب خاصرته سيف قاطع يُبيد العاطفه ويهز النفوس، وحول جسده خطوط حمراء تُنكر العشق وتحرق الشّوق وبكل بساطة عليهم تدوس.
هل هذا من حقّه؟؟؟
يتحايد فكرة الجُبنِ العاتية المُحلّقة في أفق حياته عند شروق الحب والهوى، يتلذّذ بتعذيب من يهوى لانه بمنظوره على المرأة التي يُحب أن تُتقن فن الإنتظار وأن تعتنق الغياب كي يُرضي إنفتُه العاجيّة.

لمَ كل هذا الذكاء وتلك الحنكة؟ الأنّ لقب " شرقيّ" قد عُلّقَ سلسلة ماسيّة فوق صدره؟ أم لأن الكبرياء تغلغل في روحه الدمويّة وصار جزءاً لا يتجزّأ من علّته الأبدية؟
تبغي حواء وتهواها...عانِقها، احمِها، طبطب على دموعها وسافر معها نحو شاطئ سرمدي ملئ بالامان والسّكينة!! هي جزءٌ لا يتجزأ من كيانك وروحك، فكيف للمرء أن يقسوَ على قُرَة عينه؟ المرء يا عزيزي الشرقي ضيفٌ مؤقت في حياة الفناء!!!
نرى الرجل الغربي مُتألقاً في عشقِه، زوجته أو حبيبته مُرصّعة مُشعّة فخراً له فوق أهدابه، لا يستخف بها، لا يتجاهلها، يمنّحها الوقت الكافي المُستحق من أجلها.... والأهم من كل هذا أنه لا يرى في اهتمامه بها عيباً أو حياءاً مهما اختلفت الظروف. بالمقابل ما يتطبّع به الرجل الشّرقي هوَ الجُبن والتمرّد الفارغ... وكأن حواء هي آلهة الصبر والتروّي. لا تتوقّع منها يا عزيزي التضحية الفانية بروحها كي تلقاك أو تهواك، نحن في القرن المُتقدِّم
، والمرأة باتت تتساوى مع رجلها حتى في العشق والحبِّ، فالمُعاملة بالمِثل هي الحل الأوحَد لتحريف معنى شرقية الرجل الخاطئ في الحب والعطف عند جُل الناس.
فالحياةجانِبُها الأكبر هو الحب، ولولا الحُب لذبلت نسائم الأقمار، وتبدّدت عطور الأطيار، ولاهتزت الرياح في جوف الأشجار، والتّصنع في الحب من أجل تثبيت " الرجولة الشرقية" أمر فيه الحبّ احتار، فليعِش الحب نزيها حنوناً والعاً جمرة دافئة ملتفّة بعطرٍ ونورٍ وبُخار.وليعي الرّجل الشّرقي أن الرّجولة تَتزلزل بطبعِهِ الجباّر وتعوم بِسِمَةِ جُبنٍ في حِدّة سيلان الأنهار، وتَتقلّص فخامة عقلِه بنظرِ حوّاءِه ولا يَعُد له الحق في أن يُطوّقها أو عليها يغار.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net


مقالات متعلقة