الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 23 / أبريل 16:01

أم الزينات /بقلم:د.زياد محاميد

كل العرب
نُشر: 09/04/13 13:23,  حُتلن: 13:25

(كلمات مهداة لقرية أم الزينات وشهدائها ومهجريها الحالمين بالعودة الى ربوعها)

******
حين تنام الصحاري...
وتغفو الرمال والواحات...
وحين تنام الصواري...
و تهدأ البحار والحوريات...
وحين تنام قمم ألجبال
وتبكي ألتلال والنسمات...
وحين تغفو البنادق...
وتغمد السيوف وتسكت ألثورات
ويدخل الحق في غيبوبة ..
ويتلوه القانون والجامعات...
وحين ينسى الحكام...
ويلهوا الملوك..
وترتاح الجيوش والبرلمانات...
وحين..وحين ..وحين ...
لا تكون فلسطين إلا في قلب فلسطين..
حيث تتعثر الإنسانية جمعاء
ويغيب ضميرها..ويقوى السفهاء
وعندها يتلعثم التاريخ...
وتنقلب الجغرافيا ..
والسياسة تصير بغاء
انهم يعبثون بكل التفاصيل
انهم يعبثون حتى بقصص ألأنبياء..
وعندما تأتي الشياطين...
معربدة ..تدعي عدل السماء...
فتسحرنا برقم نحس..
يصعقنا فينكبنا ويسكرنا
فيغفو الوجود والكون والفضاء...
وتعتم الدنيا...
ويزول من الحياة الحياء..
فلا يبقى الا أملا في بعض نسمات...
وبقايا ذاكرة
مترامية في بيدر
وعلى حجر وتحت شجر عند النبعات
وحلم في كف يقبض..
على مفتاح..
أكسده اوكسجين النزوح في الخيمات..
فازاداد تأنقا وتالقا ..
فهو بني ناعم الملمس كالتراب في التلات

ولا يبقى لنا في الأرض الا ام ثانية...
ام تشبه امنا..
حملتنا فأرضعتنا ورعتنا..
وحمتنا من ويلات تلتها خيبات ونكسات ..
ام .. تخبيء الوطن في ثنايا قلبها..
تخزن الحب في كفيها..
والحنان من عينيها يطير للغيمات..
تحرس تاريخنا والرواية ..
تكتبها بحبر مزجته من نزيف الدم والدمعات
فلا وطن يضيع ..
ولا اقتلاع ولا تقليع ولا تركيع
ولا ذاكرة تمحى....
ولا ينساها شيخ أو فتى..أو رضيع..
ولا الأمل يتلاشى فينا او يميع
أم تحاكينا عن تفاصيل البقاء والزغاريد والأغنيات...
ام ليست ككل الأمهات ..
في بطنها مليون رحم..
وفي ذهنها مليون إسم وأسم..
مر عقد السنين عليها سبع مرات ..
وما نسيت..ما تعبت..ما إنكسرت..
تنتظر الأبناء والبنات..
عائدون وعائدات..
ام..ليست ككل الامهات ..
ام هي.. سيدة الأمهات ..
وهي زينة القرى والضيعات..
اسمها أم الزينات..
اسمها أم الزينات..
 

موقع العرب يفسح المجال امام المبدعين والموهوبين لطرح خواطرهم وقصائدهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع منبرا حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجي إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع علي العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة