الشيخ عكرمة صبري:

سلطات الإحتلال ومن خلال حفرياتها أسفل جدران المسجد الأقصى اكتشفت جدارا يعود الى تاريخ الكنعانيين ولم يعثروا على أية دلائل تشير الى اليهود فيها

سلطات الإحتلال تصعد من حملتها بحق الأسرى المقدسيين المحررين في حملات التبادل الأخيرة وذلك في ظل ما وصلت اليه قضية الأسرى المضربين عن الطعام

المطران عطا الله حنا:

عروبة القدس غير قابلة للتزوير وأولائك الذين اضطهدوا المسيحية ونهبوا القدس هم ذاتهم اليوم يعذبون شعب فلسطين بأكمله

المحاولات المستمرة من قبل الإحتلال لتهويد المدينة المقدسة وطمس معالمها الإسلامية والمسيحية ستؤول الى الفشل لأن تاريخ القدس العربي أقوى من كل المؤامرات

شارك الشيخ عكرمة صبري، رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس وخطيب المسجد الأقصى المبارك، والمطران عطا الله حنا، رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثدوكس في القدس، بأمسية تآخي ومحبة احتضنتها المكتبة العامة في بلدة مجد الكروم ضمن لقاء الشهر الذي تنظمه إدارة المكتبة العامة، والتي تنشط منذ سنوات طويلة في تنظيم مثل هذه الأمسيات واللقاءات التربوية والثقافية المتنوعة، وذلك بحضور حشد من أهالي البلدة والبلدات المجاورة. وشارك الشيخ والمطران في ندوة بعنوان "القدس في عيون المسيحية والإسلام" وتأتي هذه الأمسية كإنطلاقة جديدة في السنة الميلادية الجديدة لإظهار آمال وتطلعات الشعب الفلسطيني عامة وأهل القدس عامة.

وعرّف علي سليم مناع، مدير المكتبة العامة، الأمسية ورحب بفضيلة الشيخ عكرمة صبري والمطران عطالله حنا، مؤكداً أن "لقاء الشيخ والمطران على أرض مجد الكروم في هذا اللقاء الذي تحتضنه المكتبة العامة بشكل سنوي هو لقاء مؤثر ويترك أثرا طيبا في النفوس، خاصة وهم يتحدثون ويدافعون عن القدس بمقدساتها الإسلامية والمسيحية ويستندون على القيم الروحية والأخلاقية والوطنية المشتركة بين الديانتين الإسلامية والمسيحية". وتناول الضيفان "العلاقات الودية التي تربط المسلمين والمسيحيين في فلسطين والذين يعيشون معا منذ القرن السابع للميلاد، وأهمية القدس وما تعانيه في ظل الإحتلال"، وأكدا "أهمية أن يكون هناك دور فعال للأمة العربية والإسلامية في الدفاع عنها ودور كافة المسيحيين والمسلمين في الحفاظ على مقدساتها وأوقافها وإنسانها وأرضها".

أهمية المقدسات
وأبرز المتحدثون في مداخلتيهما "أهمية القدس دينيا وتاريخيا وحضاريا وتراثيا ووطنيا وسياسيا"، وأبرزوا "أهمية المقدسات التي تحتضنها هذه المدينة، باعتبارها إرثا روحيا يجب المحافظة عليه"، مؤكدين أنه "في الوقت الذي نحافظ فيه على المقدسات يجب الحفاظ على الإنسان لكي يبقى في مدينته صامدا ومدافعا عنها وعن مقدساتها، وأن الإحتلال يصعد من حملته في تهويد قدس الأقداس من خلال تضييق الخناق على المواطنين وسلب ما تبقى من أرض وهدم المنازل والعبث بمقدرات المواطنين الفلسطينيين، ومحاولة استغلال الفرصة بانشغال العالمين العربي والاسلامي بالربيع العربي وآثاره على الشعوب العربية، واستغلال الوقت من أجل تعميق التهويد حتى إذا جاء يوم التفاوض على القدس لن يكون هناك أي أمر يتم التفاوض عليه ونكون قد خسرنا القدس بأكملها من مواطنين ومقدسات، وفي الوقت الذي تنهال المساعدات بالمليارات على سلطات الإحتلال من كل حدب وصوب، لا نجد من يدعم صمود القدس وأهل القدس".

من اليمين: الشيخ عكرمة صبري والمطران عطالله حنا

العلاقة الإسلامية المسيحية
وأظهر المتحدثون "العلاقة التاريخية الوطيدة الإسلامية المسيحية في القدس تحديدا، وفي فلسطين وفي الوطن العربي بشكل عام"، وأكدوا بأن "انتماءنا واحد، وجذورنا واحدة، وقضيتنا واحدة، وعلينا أن نعمل معاً من أجل قدسنا ومقدساتنا وقضيتنا الوطنية". وقال الشيخ عكرمة صبري أن "سلطات الإحتلال، ومن خلال حفرياتها أسفل جدران المسجد الأقصى، اكتشفت جدارا يعود الى تاريخ الكنعانيين ولم يعثروا على أية دلائل تشير الى اليهود فيها". وتطرق صبري الى "مكانة القدس الدينية ومحاولات سلطات الإحتلال تهويد المدينة المقدسة من خلال جملة من الإجراءات الممنهجة، حيث تحاول السيطرة على الساحات العامة في المسجد الأقصى لتكون تابعة لبلدية الإحتلال واستثناء الأماكن المقدسة المغطاة فقط للفلسطينيين". وأكد صبري أن: "سلطات الإحتلال تصعد من حملتها بحق الأسرى المقدسيين المحررين في حملات التبادل الأخيرة وذلك في ظل ما وصلت اليه قضية الأسرى المضربين عن الطعام ويتحدون الإحتلال بأمعائهم الخاوية والذين نوجه لهم التحية الصادقة على وقفتهم البطولية، ونحن نحاول في كل مناسبة التأكيد على أننا سندافع عن أسرانا ووطنيينا بكل ثمن وسندافع عن الأقصى بأرواحنا ولن نتهاون في هذه القضايا".

تهويد المدينة المقدسة
وتحدث المطران عطا الله حنا عن "المحاولات المستمرة من قبل الإحتلال لتهويد المدينة المقدسة وطمس معالمها الإسلامية والمسيحية"، مؤكدا أن "كل تلك المحاولات ستؤول الى الفشل لأن تاريخ القدس العربي أقوى من كل المؤامرات"، مؤكدا أن "عروبة القدس غير قابلة للتزوير، وأن أولائك الذين اضطهدوا المسيحية ونهبوا القدس هم ذاتهم اليوم يعذبون شعب فلسطين بأكمله، وأن الأخوة الإسلامية والمسيحية في القدس وسائر فلسطين قوية جدا وترتقي للشفافية، وأن الإسلام الحنيف جزء من حضارة وثقافة وتاريخ المسيحيين، وكذلك المسيحية المشرقية جزء من تاريخ وحضارة المسلمين"، مؤكدا أن "العلاقات بين المسلمين والمسيحيين علاقة تاريخية وراسخة، وسيواصلون نضالهم المستمر جنبا الى جنب حتى تحرير المقدسات الإسلامية والمسيحية وأرض فلسطين من نير الإحتلال".

الشيخ عكرمة صبري

المطران عطالله حنا