الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 18 / أبريل 06:01

احلام عارية/ بقلم:سامي رفيق الاحزان

كل العرب
نُشر: 12/12/12 13:50,  حُتلن: 14:19

اشرع نافذتي على مصراعيها لارتشف قهوتي الصباحية وأنا اطل على تلال المدينة التي استيقظت من منامها،
بتساقط حبات المطر وضجيج البشر، وقوس قزح في سمائها بألوانه المتداخلة ينتشر .
اغمض عيوني امام سحر الطبيعة وأتَعَمق في افكاري المُحَنَطهَ في تَوابيت الزمن، تنتظر من يكتشفها ويفك اسرار غموضها،
ويأخذ بيدها الى النور خارج دهاليز الظلام.
ما زالت تلك الصوره لفتاة شبه عارية تخطو بخطوات متثاقلة على جسر خشبي الى الافق الواسع وعالم الكواكب المُظلم بلا خوف او وجل،
هروبا من الصمت القاتل ومن مشاكسات مدعي الوفاء، خادشي الحياء، العابثين بكل زهرة جميله يمزقوها الى اشلاء لتمسي بلا قيمة او رداء, منتهكة الاوصال والأرجاء.
انها ضحية حاولت ان تفهم قانون الطبيعة، وتخطوا نحو الغد المشرق، في رحلة مجهولة بلا مركب او قبطان،
او رفيقا يمنحها الدفء والحنان، يسلي وحدتها وينشا لها ارضا وكيان .
اقف مندهشا، مستسلما لرتل من جحافل الافكار التي تغزو عقلي، وتتأرجح به ذات اليمين واليسار،
وأنا اراها تنظر نحوي وكأنها تتفحص وجودي وتتمعن في ملامحي،و تبحث عن شرحا لِما وصل اليه حالها وقد تملكها الخوف والخجل،
وسألتني باستغراب : ـ
هل انت شاعر الاحزان، العاشق الولهان تكتب شعرا، تحب وتكره،وتبني قصورا من ورقٍ وألوان ؟
ابتسمت وأجبت بإيماء واستحياء فمع جمالها وبريق عينيها ألامع مع انعكاس الشمس على قطرات الدمع المناسبة ببطء من عينيها،
وما تملك من جاذبية وإصرار، تفرض الصمت على الكلام، ويثور الشجن، ويدور بالخلد الف سؤال،
مما يجعلني احيا خارج الزمن والذاكرة مُغيباً عن الواقع .
اترى هو الحب من النظرة الاولى قد تسلل لإرجائي، فقد ملكتني بسحرها الغامض،
وبموسيقى صوتها الحديث على مسامعي، فأطربني ودفع مشاعري للعزف المنفرد بعفويه،
وكان القدر قال كلمته،وبت اراها تشبهني وتطابق حالي وتملك نفسي .
جلست قريبا مني وقد اصابها الذهول من صمتي،ونظرت الى وكأنها تقرا افكاري وتعيش خيالي،
وقالت :ـ متى تشفى من مرض الصمت العميق وتعيش النسيان، ومتى تكون بأحلامك قريبا من الواقع،
وتجدد مشروع الحب دون ان يتربص بك الحزن في كل مكان ؟
لم تلاحظ للوهلة بأنها كانت سبب حالتي تلك، وبان افكاري محصورة بها،
وقد اخترقت جسدي شحنات من الحب الملتهبة مع كل كلمة تنطقها ومع كل دمعه تتراقص على جفنيها،
الى اللقاء مع الجزء الثاني قريبا

موقع العرب يفسح المجال امام المبدعين والموهوبين لطرح خواطرهم وقصائدهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع منبرا حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجي إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع علي العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة