الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 24 / أبريل 17:02

البروفيسور نعيم شحادة: أعلى نسبة لعدم توازن السكر في الدم موجودة في الوسط العربي

كل العرب
نُشر: 22/11/12 18:15,  حُتلن: 19:08

البروفيسور نعيم شحادة:

التعقيدات الناتجة عن عدم توازن السكر هي كثيرة وخطيرة جدا وهذا هو بيت القصيد إذ أنه يمكننا أن نتعايش مع مرض السكري إذا حافظنا على توازن في السكر

في حالة الإصابة بمرض السكري فإن هذا لا يعني أن نستسلم إنما يجب على مريض أو مريضة السكري أن يتابع الإرشادات الطبية والمحافظة على التغذية السليمة والرياضة

الدكتور زهدي اغبارية:

الأدوية من نوع معوقات الإنزيم DPP-4 ناجحة جدا ونعطيها للمرضى لتوازن السكر وضغط الدم حيث تعمل هذه الأدوية على عدم زيادة الوزن لدى المريض وهذا عامل هام لمحاربة المرض

تقرير خاص من إعداد: حنان حداد

يأتي الرابع عشر من شهر تشرين الثاني اليوم العالمي لمكافحة مرض السكري حاملا في طياته معطيات خطيرة ومقلقة عن مرضى السكري في العالم. إذ أن الأرقام المعلن عنها اليوم تصل الى 366 مليون مصاب بالسكري في العالم. وقد سُجلت أعلى معدلات انتشار المرض عالميا عام 2011 في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، طبقا لتقديرات الجمعية الدولية لأمراض السكر في نفس الوقت، من المتوقع أن يصل عدد مرضى السكر على مستوى العالم إلى 552 مليون مريضا بحلول عام 2030 وهو ما يمثل زيادة بمقدار 50.7%. في البلاد، وبحسب المعطيات الإخيرة، فإنه يوجد نصف مليون مريض سكري والمجتمع العربي يتصدر أعلى النسب في المجموعات السكانية.


البروفيسور نعيم شحادة

بعد جيل الـ 45 يعاني الرجل العربي من السكري بنسبة أعلى منها من الوسط اليهودي. في قرى المثلث نسبة السكري أعلى بكثير من القرى والمدن في الشمال. الإحصائيات الأكثر إثارة للقلق تظهر في فئة النساء، إذ أن واحدة من بين كل ثلاث نساء فوق جيل الـ 55 مصابة بالسكري، أما معدل إصابة الرجال ما فوق الـ 55 فيصل الى رجل من كل أربع رجال. فوق جيل 65 ترتفع النسبة عند النساء الى 40% ممن يصبن بمرض السكري. يقول الدكتور زهدي اغبارية، أخصائي أمراض السكري، الغدد الصماء، الباطنية والعائلية في عيادة السكري في أم الفحم والخضيرة: "الرجال العرب قبل جيل الـ 45 يعملون في الأشغال الجسدية والتي تشكل حاجزا أمام مرض السكري، أما بعد هذا الجيل فإن الرجل العربي يستسلم لعادات سيئة منها التدخين، كما ويتوقف عن ممارسة النشاط الجسدي، هذا وحدث ولا حرج عن أنواع المأكولات والحلويات التي يتم تناولها بدون اتباع نظام غذائي، فكل هذه الأسباب تؤدي لنتيجة حتمية واحدة ومؤسفة، وهي أن إصابته بالسكري تكون أعلى مما هي عليه ما قبل جيل الـ 45".

التحكم في مستويات السكر في الدم
يرى بروفيسور نعيم شحادة، مدير عيادة السكري والسمنة لدى الأولاد والكبار في رمبام وعضو في المجلس الوطني للسكري، أن "مرض السكري يكون أخطر في الوسط العربي لأن مؤشرات السكر في الدم لدى المريض العربي غير مرضية، إذ أن أعلى نسبة لعدم توازن السكر في الدم موجودة في الوسط العربي". وأضاف البروفيسور شحادة: "التعقيدات الناتجة عن عدم توازن السكر هي كثيرة وخطيرة جدا وهذا هو بيت القصيد، إذ أنه يمكننا أن نتعايش مع مرض السكري إذا حافظنا على توازن في السكر، أما إذا لم ننتبه لمستوى السكر في الدم فإن التعقيدات تبدأ من خلال خلل في شبكية العين (العمى)، خلل في وظائف الكلى (فشل كلوي)، خلل في الأعصاب (بتر الأطراف)، أمراض شرايين القلب والجلطات والتي قد تؤدي للموت".

تطور نوعية الأدوية
مع ازدياد عدد مرضى السكري في البلاد وفي العالم، تزداد أيضا أهمية صناعة الأدوية وتطويرها من أجل مساعدة مرضى السكري، وبالأخص حرص شركات الأدوية على تطوير أدوية تساعد المريض على الحفاظ على مستوى السكر في الدم وفي نفس الوقت تساعده على خفض وزن المريض. هذا ويعرض لنا بروفيسور شحادة أهم العلاجات الموجودة اليوم لعلاج السكري:

- أدوية من عائلة جديدة وهي معوقات الإنزيم DPP-4 مثل دواء الجانويت JANUET، يتم تناولها عن طريق الفم مرة يوميا، وتعمل على تحفيز الجسم طبيعيا لتقليل معدلات السكر في الدم عن طريق الحفاظ علي مستوى ما يُعرف بهرمونات الإنكرتين، فعندما ترتفع نسبة السكر في الدم، تعمل هورمونات الإنكرتين لمساعدة الجسم على تنظيم نسبة السكري في الدم بطريقتين: الأولى تحفيز البنكرياس على زيادة كمية الأنسولين التي يفرزها، والثانية تقليل إفراز هرمون الجلوكاجون الذي يزيد تنبيه الكبد لإفراز الجلوكوز. إن معوقات الإنزيم DPP-4 تعمل على زيادة قدرة الجسم الطبيعية على التحكم في مستويات السكري في الدم، من خلال زيادة الكميات النشطة من هرمونات الإنكرتين في الجسم، مما يقلل مستويات السكري في الدم لدى مرضى السكري من النوع الثاني. وما يميز هذه النوع من الدواء بحسب الدكتور زهدي اغبارية: "الأدوية من نوع معوقات الإنزيم DPP-4 ناجحة جدا ونعطيها للمرضى لتوازن السكر وضغط الدم، تعمل هذه الأدوية على عدم زيادة الوزن لدى المريض وهذا عامل هام لمحاربة المرض، ومن خلال هذه الأدوية يمكن تأخير وإبطاء تقدم المرض". من بين هذه الأدوية نجد دواء جانوفية JANUVIA وجانويت JANUET.
- علاج بواسطة هرمون الأنكريتين، وهو دواء يعطى بواسطة الحقن، وهو عبارة عن هرمون مشابه لهرمون الأنكريتين GLP1 الذي يعتبر أهم هرمون في عائلة هرمونات الأكريتين.
- العلاج بالأنسولين بواسطة الحقن، وهنا نرى تطور كبير في نوعية الحقن والأنسولين.


الدكتور زهدي اغبارية

الوعي والتثقيف الصحي
يتحدث الدكتور زهدي اغبارية عن زيادة في الوعي بما يتعلق بمرض السكري في الوسط العربي ويقول: "هنالك إطلاع كبير وتوجد مؤتمرات أكثر، وتوجد معرفة أكبر، والأبناء يساعدون أهلهم في البحث عن المعلومات والنصائح حول المرض. الأشخاص بشكل فردي يتوجهون للطبيب من أجل الإستشارة في حالة ظهور بعض أعراض السكري، ولكن تبقى هنالك حاجة لعمل الكثير من أجل موازنة معدل السكري ومن أجل المحافظة على السكر في الدم وعدم تطور المرض وتعقيداته التي قد تكون مميتة". وأضاف: "الوسط العربي اليوم أكثر وعياً، ولكن بقي علينا أن نحافظ كمجتمع على نظام تغذية سليم والعمل بموجب توصيات الطاقم الطبي لكي نحافظ على مستوى السكر وعدم الوقوع في تعقيدات المرض". وأضاف البروفيسور نعيم شحادة: "يبذل اليوم مجهود كبير من قبل صناديق المرضى لمحاربة انتشار مرض السكري، وبعض النتائج الأخيرة تظهر أنه تم منع الزيادة في نسبة المرض ونرجو أن يستمر الوضع على هذا الحال. هذا وقد قام المجلس الوطني للسكري والسمنة في الآونة الأخيرة برصد ميزانية 2 مليون شاقل لبرنامج يمتد ثلاث سنوات ويهدف الى تقليل نسبة انتشار مرض السكري، وأيضا العمل على موازنة السكر لدى المرضى. هذا البرنامج سيعمل على التدخل بشكل فعّال في الوسط العربي في محاولة تثقيف وتقليل نسبة المرض". هذا وسيتم تفعيل البرنامج من قبل طاقم علمي برئاسة البروفيسور نعيم شحادة وبمشاركة المستشفى الإنجليزي والدكتور بشارة بشارات.

نصائح عامة
يجمع الطبيبان على أن أهم عاملان يساهمان في تجنب مرض السكري هما النظام الغذائي السليم وممارسة الرياضة. "يجب أن نمشي أكثر ونستعمل السيارات أقل، يجب أن نستعمل الدراجات الهوائية ونمارس الرياضة، ولكن ايضا يجب الإهتمام بنظام تغذية صحي وعدم استهلاك الكثير من المشروبات المحلاة والحلويات". هذا ويختتم بروفيسور شحادة قوله: "في حالة الإصابة بمرض السكري فإن هذا لا يعني أن نستسلم إنما يجب على مريض أو مريضة السكري أن يتابع الإرشادات الطبية والمحافظة على التغذية السليمة والرياضة لكي نحافظ على توازن في مستويات السكري، وهكذا نمنع التعقيدات الطبية والتي من الممكن أن تكون مميتة، في المحصّلة مرض السكري يمكن التعايش معه ولكن يجب اتباع نظام تغذية ومتابعة الأدوية بشكل دائم وممارسة الرياضة".
مادة إعلانية.

موقع العرب يدعو كافة الأطباء والصيادلة والممرضين وأصحاب الخبرة الواسعة في مجال الطب، الي إرسال مجموعة من المقالات التي تتعلق بالأمور الطبية علي مختلفها لنشرها أمام جمهور الزوار الكرام لما فيه من توعية ضرورية للزوار.لإرسال المواد يرجي إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الشخص المعني أو الطبيب، والبلدة وصور بجودة عالية على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة