الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 24 / أبريل 12:02

شو العلاقة بين نظرية جاذبية نيوتون وبين نظرية الجاذبية الجديدة/ بقلم: جلال بنا

كل العرب
نُشر: 25/10/12 11:03,  حُتلن: 11:07

جلال بنا في مقاله:

قرطام سيطر بشكل كامل على ادق التفاصيل الصغيرة في الحياة الزوجية وهذه التفاصيل هي تلك التفاصيل اليومية التي قد نراها عادية وروتينية

النقص التقني لم يكن يذكر امام متعة العرض وأمام الترتيب والنظام الذي كان خلال العرض في الدخول وفي الخروج من القاعة

المقارنة بين الحياة في السابق وبين الحياة في يومنا تمنحنا أولا التفسير والتفكير في الدور الطبيعي لكل واحد من الزوجين

العرض يعطي بُعدا آخر للعلاقة الزوجية من جانب الرجل ومن جانب المرأة ويكشف أمامهما أمورا وخبايا ربما لم يعايشاها وحتى لم يعرفانها أو ربما لم ينتبها لها

كنت من بين الحضور في العرض الذي أقامه المحاضر والمدرب في مجال التنمية البشرية، اشرف قرطام، تحت عنوان "شو العلاقة"، حيث أدهشني جداً كما ادهش جميع الحضور مما قام بعرضه والتحدث عنه خاصة تلك التفاصيل الصغيرة التي جعلت مئات الحضور اولا يضحكون وثانيا ينبهرون بينهم وبين انفسهم ويعاودون تذكر وربما اعادة "تمثيل" كل ما قاله وكل ما عرضة عن حياتهم اليومية.

التفاصيل الصغيرة
بلا شك فان قرطام سيطر بشكل كامل على ادق التفاصيل الصغيرة في الحياة الزوجية وهذه التفاصيل هي تلك التفاصيل اليومية التي قد نراها عادية وروتينية والتي يعيشها كل زوجين والتي تتحول الى جزء من الحياة اليومية والحياة الزوجية والعلاقة المركبة ما بين كل رجل وامرأة منذ ايام ادم وحواء، ومنذ مرحلة "الاعجاب" الى "الارتباط" الى "قانون التعود".

عمل ثقافي فني
كان عرضا مميزا جداً وخاصا جداً ولا يقل عن أي عمل ثقافي فني يحمل رسالة هامة جداً، قرطام ابدع كثيرا وتميز اكثر بأدائه الخاص أمام الحضور خاصة ، بالرغم من أن التجهيزات التقنية في القاعة كانت تجهيزات متواضعة هندسة الصوت والإضاءة وربما لم تكن بمستوى يليق بمحاضر مخضرم ومميز كأشرف قرطام ولا في الرسالة العلنية والسرية التي يحملهما العرض إلا أن النقص التقني لم يكن يذكر امام متعة العرض وأمام الترتيب والنظام الذي كان خلال العرض في الدخول وفي الخروج من القاعة.

الحقائق
"شو العلاقة" وبشكل مباشر وغير مباشر يقول لكل الأزواج ما يقولونه هم بينهم وبين انفسهم كل يوم او ما يقوله الازواج كل على حدى لانسان قريب (ليس الزوج او الزوجة بلا شك). لقد جعلنا أداء قرطام ندمع من الضحك الناجم عن سخريتنا من انفسنا وقد وضع أداءه الحقائق التي نعيشها يوميا أمام أعيننا ونحن نبتسم ونضحك بصوت عال دون نقاش مباشر ودون ان يكون النقاش معرضا للتحول الى نقاش حاد ومن ثم الى صراخ. اطلاقا ! لقد وضع أزاح الستار عن حقائق حياتنا الزوجية منتزعا منا ابتسامة.

بداية العلاقة بين المرأة والرجل
ولم يكن العرض علاجا للمشاكل الزوجية بلا شك وقرطام ليس خبيرا في العلاقات الزوجية وليس طبيبا نفسيا (اعتقد انه ايضا لا يطمح لذلك) لكن العرض يعطي بُعدا آخر للعلاقة الزوجية من جانب الرجل ومن جانب المرأة ويكشف أمامهما أمورا وخبايا ربما لم يعايشاها وحتى لم يعرفانها أو ربما لم ينتبها لها، وقد ظهر ذلك جليا عندما عاد قرطام خلال العرض الى بداية العلاقة بين المرأة والرجل الذي كان وفق قرطام (وهو أمر صحيح وصائب) كان صيادا همة ان يخرج ليصطاد الغنائم ليوفر لزوجته (وأولاده) الغذاء وهذا ما جعل الرجل يرسم هدفا واحدا يسير نحوه ويواجه الصعوبات، وهذا ربما يعود إلى كون الصيد يتطلب تركيزا خاصا وعدم الاهتمام بأمور أخرى وربما الامر انتقل بالجينات الذكورية !. أما الزوجة فكانت مهامها أخرى فكانت تسير خلف الرجل وفي الوقت الذي كان الأخير متركزا جسديا وذهنيا في الصيد وكان لديها الوقت لأن تتفحص اشياءً وأمورا أخرى ومن هنا جاء حب الاستطلاع وحب تفحص الاشياء وحب المشتريات لدى المرأة. وحينما كانا يعودا الى كهفهما بعد الصيد كانت المرأة تنشغل في تجهيز الصيد وتتفرغ لترتيب كل ما التقطته في الغابة واتت به الى الكهف في حين ان الرجل يجلس في كهفه ليرتاح. إن هذا الوصف ربما غير مناسب لحياتنا اليوم لكنه يفسر بلا شك رغبة الرجل بالراحة بعد ان يعود الى منزله من عمله ورغبته بأن يجلس في كهفه وهو بمفهوم اليوم أن لكل رجل زاويته وهوايته في البيت ويفسر أيضاً اهتمام المرأة بأمور البيت بشكل طبيعي وربما لا ارادي ويفسر دورة الحياة وبدايتها. هذه الفكرة بحد ذاتها هي فكرة إبداعية ومميزة، كما أن المقارنة بين الحياة في السابق وبين الحياة في يومنا تمنحنا أولا التفسير والتفكير في الدور الطبيعي لكل واحد من الزوجين.

التعامل مع شؤون الزواج
إبداع اشرف قرطام لم يتوقف هنا في هذا المقطع فقط بل كان تقريبا في كل جملة ومقارنة ومقوله له في العرض. فهو ابدع جداً وتميز في وصف الرجل وأفعاله اليومية التي يراها طبيعية جدا بدء من الساعة التي يصحو فيها وانتهاء بعودته الى بيته وإن لم يكون الأمر دقيقا جداً لكافة الرجال فهو بلا شك صحيحا للغالبية العظمى منهم (من منطلق ان دائماً هناك شواذ عن القاعدة) بالمقابل نجح قرطام في وصف وشرح ما بداخل المرأة / الزوجة والتي بدورها تراه أمرا طبيعيا بدء من الانتقادات اليومية والطلبات والغيرة وانتهاء بالسؤال الدائم حتى بعد عشرين عاما من الزواج ، "بتحبني؟!"
العرض يمنح كل من يحضره (او تحضره) رؤيا اخرى ويكشف خبايا لم يكن يعرفها الرجل عن المرأة والعكس صحيح، ناهيك عن أنه يمدنا بقدرة على التعامل مع شؤون الزواج بمنظار آخر، ما سينعكس علينا بالتروي وماحلوة تفسير او فهم ما يقف وراء كل تصرف لدى الرجل او المرأة (طبعا إن كان تصرفا طبيعيا وليس جنونيا).

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة