أكدت النساء على أهمية طرح مواضيع عامة تخصّ كل مواطن عربي، ونقاشها من وجهة نظر نسوية

هدف اللقاء إلى متابعة المشاريع والنشاطات المحلية للمجموعات في البلدات المختلفة ومتابعة تنفيذ برنامج عمل المنتدى منذ بداية السنة

عُقد اللقاء في قرية مجد الكروم باستضافة المجموعة النسائية الناشطة جماهيريًّا في مجال تمكين وتدعيم المرأة محليًّا وقطريًّا والممثلة بمنتدى جسور النسائيّ في جمعيّة كيان

يواصل منتدى جسور النسائيّ القطريّ، بالتعاون مع كيان- تنظيم نسويّ، نشاطاته لعام 2012 من خلال لقائه القطري الثالث لهذا العام، وذلك في تاريخ 4.9.12، بمشاركة أكثر من 40 امرأة قياديّة من أكثر من 17 بلدة عربيّة. وقد عُقد اللقاء في قرية مجد الكروم، باستضافة المجموعة النسائية الناشطة جماهيريًّا في مجال تمكين وتدعيم المرأة محليًّا وقطريًّا، والممثلة بمنتدى جسور النسائيّ في جمعيّة كيان. هدف اللقاء إلى متابعة المشاريع والنشاطات المحلية للمجموعات في البلدات المختلفة ومتابعة تنفيذ برنامج عمل المنتدى منذ بداية السنة، بالإضافة إلى تعميق معرفة ووعي المشاركات بمواضيع كنّا قد طرحنها في لقاءات المنتدى السّابقة، مثل موضوع الصراعات عامة، والصراع العربي الفلسطينيّ خاصة.

ويسعى المنتدى إلى تطوير ومأسسة الحركة النسائيّة الميدانيّة لدى النساء العربيّات في البلاد، عبر زيادة الوعي المجتمعيّ بوضعيّة النساء، على الصّعيدين المحليّ والقطريّ، والعمل سويّة على تغيير هذا الواقع، لما في ذلك من خدمة لمجتمعنا برمّته من جهة، ولدعم مبادرات النساء الناشطات ميدانيًّا، اللواتي يُعنينَ باحتياجات النساء الملحّة في قراهنّ ومدنهنّ، ويسعين بشكل دؤوب إلى تطوير حياة النساء بطرق مباشرة، عينيّة وملموسة.

تطور المشروع
افتتحت اللقاء رفاه عنبتاوي، مركزة قسم العمل الجماهيري في كيان، حيث ألقت الضوء على الدور الهام والفعّال الذي تقوم به النساء القياديات والمجموعات النسائية الناشطة في الحقل، من خلال المبادرات المتعدّدة والمتنوّعة والمتواصلة، على الصعيدين الشخصي والجماهيري، وفي كافة المستويات الاجتماعية، الاقتصادية، السياسية والوطنية. وقد تميّزت المشاريع والبرامج النسائية منذ بداية العام بتنوّعها، وملاءمتها لاحتياجات النساء العربيات عامة ولاحتياجات أخرى خاصة تختلف من امرأة لامرأة ومن مجموعة لمجموعة. وفي هذا السياق، تحدّثت سهير حسين، عضوة منتدى جسور ومركزة مجموعة النساء العزباوات "أمواج" بقرية دير حنا، عن اندماجها بجمعية كيان منذ عامين، من خلال مشاركتها بدورة نساء يقدن التغيير في المجتمع العربي، وعن قرارها العمل من أجل تحسين مكانة المرأة العربيّة عامة، والمرأة العزباء خاصة، حيث قامت وبالتعاون مع كيان بالمبادرة لمشروع نسائيّ مميّز وفريد من نوعه في دير حنا وفي المجتمع العربي، يتركز حول وضع النساء العزباوات في ظل كونهن جزءًا من مجتمع أبوي ذكوري، يحدّ من قدراتهن وحرياتهن وفرصهن في تحقيق الذات، فيأتي هذا المشروع لغرض تحسين شروط حياتهنّ وزيادة قدراتهنّ على التحكم بها. هذا وعرضت سهير مراحل تطور المشروع، الصعوبات، التحدّيات والإنجازات التي حققتها المجموعة. ومن أهمّ إنجازات المجموعة، تمكّنها من الوصول إلى أكثر من 50 امرأة عزباء في القرية، وحثها على المشاركة الفعّالة في البرامج التوعوية المختلفة التي تنظمها مجموعة العمل الجماهيريّ في مختلف المجالات والمستويات، وبالتعاون مع المجلس النسائي "كنز"، "كيان" و"المؤسسة العربية لحقوق الإنسان". كما اندمجت المجموعة ضمن مشروع نساء قياديات في مجال الصحّة من قبل جمعيّة كيان وبالتعاون مع جمعيّة الجليل.

صراع فلسطيني يهودي
إضافة إلى ذلك، تخلل اللقاء طرح ومتابعة المواضيع التي نوقشت في لقاءات سابقة للمنتدى، خاصة فيما يتعلق بموضوع دور المرأة في حل الصراعات عامة، والصراع الفلسطيني اليهودي خاصة، ومكانة العرب كأقلية تعاني من تمييز وتهميش من قبل الدولة وسياساتها. وقد تمّ التأكيد على حقيقة كون النساء العربيّات جزءًا لا يتجزّأ من الشعب العربي الفلسطيني ومن الأقليّة العربية داخل دولة إسرائيل، وأنّ قضاياها لا تقتصر على قضايا نسائيّة فحسب، بل هي جزء من كل قضيّة مجتمعيّة أو سياسيّة، ومن هنا تنبع أهمية تمكين دورها في كافة المجالات والمستويات مقابل المجتمع ومؤسساته والدولة وسياساتها. وفي هذا السياق تحدّث أحمد خليفة، من المؤسّسة العربية لحقوق الإنسان، عن المكانة السياسية للفلسطينيين في إسرائيل مستعرضًا الصيرورة التاريخيّة والمحطات الأساسيّة حتى يومنا هذا وقضايا أخرى، مثل: حقوق مقابل واجبات، انتهاكات ومواضيع يوميّة، الخدمة المدنية وغيرها. كما أكّد أحمد على أهميّة دور المرأة ومشاركتها في المواضيع والقضايا السياسية والقومية، وكذلك في سائر المواضيع الأخرى.

دمج الحقوق بالواجبات
هذا وتبعت المحاضرة ورشات عمل نسائية، تناولت موضوع الحقوق والواجبات وربطهما بشؤون الأقلية العربية داخل الدولة التي تعرّف نفسها كدولة يهودية. أُعطيت أمثلة كثيرة من قضايانا التي عن طريقها تمّ توضيح ما هو الواجب والالتزام الملقى علينا، بكوننا مواطنات في دولة إسرائيل وكأقلية مُهمّشة. تطرّقت النساء إلى قضايا مثيرة للجدل كالخدمة المدنية وغيرها من القضايا التي لا تقلّ أهمية عنها. وكانت النساء قد أكدنَ على رفضهن موضوع الخدمة المدنية من جملة وتفصيلاً، إضافة إلى تأكيدهن على ضرورة عدم دمج الحقوق بالواجبات. وفي حديث حول الموضوع، قالت تمام شلش، من مجموعة أطياف النسائية في عرابة: "نحن نتعامل مع مواضيع في غاية الأهميّة، وعلينا كنساء عربيّات وقياديات أن ندافع عن حقوقنا كنساء، وكجزءٍ من الأقليّة في البلاد، بشتى الطرق، ومواصلة العمل المجتمعي بهذا الصدد حتى نيل حقوقنا كاملة".

أهمية التواصل
كما تطرّقت النساء إلى تأثيرات الخدمة المدنية مستقبلا على أبناء الشعب الفلسطيني، والتي من شأنها أن تمحو، على المدى البعيد، موروثنا وثقافتنا وخصوصيتنا، الأمر الذي عارضنه بشدة.
أمّا الجزء الختاميّ من اللقاء فقد شمل تلخيص وتقييم لبرنامج المنتدى عامة، وللقاء اليوم خاصة، من خلال مداخلات قدمتها النساء من وجهة نظرهنّ. وقد أكدت النساء على أهمية طرح مواضيع عامة تخصّ كل مواطن عربي، ونقاشها من وجهة نظر نسوية، حيث إن المواضيع الوطنية والسياسية لا تقتصر على الرجال، ورفع الوعي لدى النساء بها يعتبر واجبًا وطنيًّا ونسويًّا، في ظلّ مجتمع أبويّ ذكوريّ وكجزء من الأقلية العربية. كما أجمعت الناشطات في منتدى جسور النسائيّ، بمن فيهنّ الناشطات اللواتي انضممنَ إلى المشروع، مؤخرًا، على أهميّة وجود هذا الإطار من أجل التواصل فيما بينهنّ، كأفراد قياديات وكمجموعات قيادة، وأكدت المشاركات على الدور الهام للمنتدى في صقل وتطوير هويتهنّ النسوية والقيادية وإكسابهنّ المعارف والمهارات والأدوات التي تمكنهنّ من متابعة مسيرتهنّ نحو التغيير المجتمعي عامة، وتحسين وضع المرأة العربية خاصة.