المربية سهام شواح تحدثت عن وضع الشبيبة في الطائفة الدرزية وما تعانيه هذه الفئه من تخبطات ما بين العادات والقيم التوحيدية

الشيخ حسين لبيب أبو ركن رئيس مجلس الأمناء شرح الهدف من هذه الاجتماعات وهو الاثراء المتبادل من خلال الحوار البنّاء رافضين سياسة الإملاء التي لا تستند الى مراجع دينية مثبته وإنما الى خواطر لا تمت الى الدين بصلة

الطالبة آية علي كنعان:

لقد وضعت نفسي في بوصلة التفكير ففوجئت ان الحضارة تبدو جلية في مظهرها الخارجي تتصادم مع نمطية التفكير التقليدي بحيث انتج في النهاية نموذجاً فردا أرتدي الحضارة وأعيش مقيدة بحبال التقاليد العريقة

عقد مساء الجمعة في قاعة الاجتماعات في مجلس يركا المحلي اجتماع لمجلس أمناء الطائفة الدرزية بحضور العشرات من مختلف قطاعات المجتمع اليركاوي، وبرز بشكل خاص حضور طالبات يتخرجن هذا العام من الرحلة الثانوية ويتهيأن للتعليم الجامعي.

افتتح اللقاء وتولى إدارته الإعلامي حاتم حسون، موضحاً رؤيا واهداف مجلس الأمناء ومؤكدا على استقلالية المجلس ونزاهته، وأن جل اهتمامه ينحصر في تحقيق الأهداف التي وضعها نصب عينيه قائلاً:" يأتي هذا اللقاء تتويجاً للقاءات السابقة التي دعت إليها جمعية مجلس أمناء الطائفة الدرزية، ونعيد ونذكّر هنا أيضا في يركا، كما أكدنا وأكد رئيس الجمعية الشيخ أبو مزيد حسين لبيب أبو ركن بأننا لم نأت لنلغي غيرنا ولم نأت لنأخذ دور غيرنا، لا في المجال الديني ولا في المجال السياسي، وإنما جئنا لنقول أن هنالك أمورا لم تعد مناسبة لعصرنا ولم تعد تليق بالمجتمع الذي يصبو أن يواكب الحضارة والتقدم، جئنا لنقول نحن مع الحوار وليس مع التزمت والتقوقع، جئنا لنقول أن هنالك أمورا لها علاقة بالدين والمجتمع علينا أن نعمل معا، رجال دين وتربية ومجتمع لنختار ما قاله سقراط الحكيم بأن خير الأمور أوسطها، وأنه ليس لأحد امتيازات أكثر من غيره على شؤون هذه الطائفة، نحن مع صيانة الماضي والتأقلم مع الحاضر والرؤيا الواعدة الى المستقبل، نحن مع الترميم لا الهدم، والمحافظة على ما ينفع الناس والمجتمع، فنحن على الدرب سائرون، وعلى الله متكلون، لا نخاف في الله لومة لائم. وقد بدأنا بتمثيل ومعالجة شؤون الطائفة مقابل مؤسسات وسلطات الدولة، لأن الطائفة ما زالت بدون مؤسسات تقوم برعاية شؤونها ومتابعة قضاياها، وإذا استمرينا في هذا النهج فإننا في طريق الضياع سائرين".

الاعتداء الهمجي
وأضاف: "من العار أن نصمت بعد اليوم، فما معنى أن نصمت صمت القطيع مقابل ما يحدث من تهميش لهذه الطائفة على كافة المستويات والاصعدة ومن قبل كافة المؤسسات الحكومية؟ كيف نصمت امام الاعتداءات المتكررة على مقاماتنا، مقام سيدنا الحزوري عليه السلام، ثم مقام سيدنا السلطان ابراهيم عليه السلام لتمتد هذه الايدي الغاشمة لتصل الى أقدس مقدساتنا الى داخل مقام سيدنا شعيب عليه السلام؟ إننا إذ نستنكر هذا الاعتداء الهمجي على مقدساتنا، نطالب من هنا من يركا العامرة، بإقامة لجنة من كافة القرى الدرزية تتمثل فيها كافة المنظمات والجمعيات الدرزية، من شيوخ افاضل وقيادات درزية، لوضع آلية عمل إزاء هذه الاعتداءات ولمنع تكرارها مستقبلا، فنحن لم نتعود السكوت على الضيم والاهانة أيا كان مصدرها".

وأكد حسون مجددا على الثوابت التي تعمل من خلالها جمعية مجلس الأمناء، التي قامت من صلب معاناة الطائفة واضعة نصب عينيها تقدم الطائفة في المسارات التالية:

رفع مكانة المرأة الدرزية
* نريد طائفة متطورة تربويا ثقافيا وعلمياً- أي رفع نسبة الاكاديميين الدروز لأكثر من 30% ودعم معنوي ومادي للطلاب الجامعيين.
*نريد طائفة متطورة اقتصاديا وصناعيا- ايجاد اماكن عمل للنساء والرجال على حد سواء.
*نريد طائفة منظمة ومستقرة اجتماعياً- ايجاد حلول سكن للأزواج الشابة/الحفاظ على ما تبقى من الارض والعمل على استرجاع ما صودر منها.
*نريد رفع مكانة المرأة الدرزية في المجتمع بالتعاون مع المرأة دون منأى عنها، حيث أنها وبحق نصف المجتمع ويمنحها دين التوحيد المساواة التامة مع الرجل، إذ لا يعقل سن الممنوعات ضدها دون أن تكون شريكة في وضعها، كما تسن باقي القوانين لدينا بشكل ارتجالي ودون دراسة مسبقة بعكس ما هو متبع في العالم أجمع.

مجال التربية والتعليم
ثم رحب الشيخ أبو سلمان أنور ملا بالحضور باسم البلد المضيف يركا، كما تحدث عن الوضع الخاص الذي تمر به الطائفة المعروفية في كافة المجالات خاصة وأن الطائفة الدرزية تقدم كل ما يلزم تجاه الدولة وبالمقابل تتنكر الدولة لنا ولا تكافئنا بالقدر الذي نستحقه. وأضاف الشيخ أبو سلمان الذي أدار المركز التربوي في يركا سنوات طوال وله بصمات مميزة في مجال التربية والتعليم بأننا نتحمل المسؤولية تجاه أنفسنا وعلينا التعاضد للوقوف بحزم أمام التحديات التي تواجهنا، وعن دور المرأة قال:" لا يمكن حل قضايا النساء دون أن يكون لهن الدور المركزي في ذلك، ويتوجب عليهن الاتحاد وأخذ دورهن بشجاعة لأن الحق يؤخذ ولا يعطى".

التضحيات الباسلة
ثم تحدثت رئيسة منظمة أرامل وأيتام قوات الأمن، سهام زغير خزنة، والتي تدير مركز المنظمة منذ خمس سنوات تطوعاً وتمد يد العون لكل أرملة ويتيم لنيل حقوقهم من وزارة الأمن، مرحبة أولا برئيس وأعضاء إدارة مجلس أمناء الطائفة الدرزية وصندوق العون الدرزي وبأهالي يركا الذين لبوا الدعوة وحضروا هذا الاجتماع الهام، وقالت :" في نطاق عملي أرى عن كثب ما تتحمله الأرملة من مشاكل وصعوبات في حياتها اليومية، خاصة وأن متطلبات الحياة وأعبائها كبيرة وتحتاج خلالها الأرملة للكثير من التضحيات الباسلة لإعالة أسرتها، وأضافت: "لقد توسعت قرانا وأصبح من الصعب الوصول الى مركز البلد والى المؤسسات الرسمية دون وسائل نقل لتلبية الاحتياجات الاساسية، فكم بالأحرى المرأة التي فقدت زوجها فمن يكون المسؤول عنها؟ من هنا فإن رخصة السياقة تساعدها في إدارة شؤون بيتها داخل البلد وهي حاجة ملحة لتنظيم أسرتها، وعليه أطلب طرح الموضوع بالتعاون مع كافة الجهات ذات العلاقة بالأمر والسماح للمرأة بقيادة السيارة في قريتها وعدم حرمانها من دينها بسبب ذلك".
وألقت المربية نادية عطاالله محاضرة بعنوان:"المرأة الدرزية الى أين؟ تطرقت من خلالها الى ثلاثة مسارات مركزية:
• المرأة كأم وربة بيت.
• المرأة كنصف المجتمع.
• المرأة كعاملة والصعوبات التي تواجهها.

مواكبة حضارة العصر
فالمرأة كأم رمز القيم، الحنان، العطاء والعطف، وهي ركن أساسي في عماد بناء الأسرة، وقد أثبتت انها تستطيع أن تواجه العادات والتقاليد التي تتماشى وروح العصر مع انها اصبحت منفتحة للعالم امرأة عاملة سيدة مجتمع وربة بيت، امرأة مؤمنة محافظة تجاري العادات الدرزية، وطالبت في هذا السياق القياديين دعم المرأة كي تتمكن من ممارسة دورها في المجتمع بحرية ضمن العادات المألوفة في المجتمع. وأنه لا يسيء من مكانة المرأة في المجتمع لو قادت السيارة كون السيارة وسيلة نقل مناسبة ومحافظة على المرأة أكثر من أي وسيلة نقل أخرى وهي عامل مساعد لنجاحها على جميع الأطر، كما طالبت المربية نادية ان تأخذ اللجنة التي ستبحث في شؤون الطائفة بعين الاعتبار الصعوبات الجمة التي تواجهها في المجتمع، فلا يمكن لنا أن نستمر في مواكبة حضارة العصر مع قيود صنعت بقرارات قابلة للتغيير، فالفوطة لا تعيب المرأة خلال قيادة السيارة ولا تقلل من احترامها لدينها ولمجتمعها، ننادي بالأخلاق ، المحبة والتربية على القيم، ولا نريد أن يكون هذا العامل حاجزا بيننا وبين الدين، لنستطيع التوفيق بين حياتنا الاجتماعية وحياتنا الدينية ليتسنى لنا تربية اولادنا على التربية التوحيدية وحفظ الاخوان. نريد أن ندخل بيت الله كنساء متدينات كون العلم والدين يتماشيان ولا يتصارعان، يتفقان ولا يختلفان، وكما قال المعلم كمال جنبلاط:" غاية العلم التوحيد".

الارتقاء والتزود بالعلوم
ثم تحدثت المربية سهام شواح في مداخلة مميزة عن وضع الشبيبة في الطائفة الدرزية وما تعانيه هذه الفئه من تخبطات ما بين عاداتنا وقيمنا التوحيدية، وبين ما كشفه التمدن والاحتكاك بالشعوب الأخرى. وتوجهت الأخت سهام للأهالي ولكل من يهمه أمر طائفتنا أن يساعد على إيجاد اطر تربوية توجيهيه تحوي هؤلاء الشبيبة وتأخذ بيدهم ليخطوا إلى بر الامان، وحتى نتمنكن من خلق جيل واعد ينمو على القيم والعادات والاحترام للدين والعمل بآدابه من جهة وبين الارتقاء والتزود بالعلوم والمعرفة لتتفتح أمامهم آفاق جديدة إن كان في العمل أو في العلم . وأضافت:" وجل ما يحزنني أن أرى شابا تغريه المغريات الزائفة وخاصة الانجراف وراء المسكرات أو المخدرات أو الانجراف وراء غرائز ستؤدي في الكثير من الأحيان إلى فساد اجتماعي وخلقي وديني لأولادنا، واستغل هذه المنصة لأتوجه للأمهات والآباء على حد سواء ليحضنوا أولادهم ويعملوا على توعيتهم ودعمهم وتثقيفهم من اجل خلق جيل نفتخر ونعتز به".

نمطية التفكير التقليدي
تلتها الطالبة آية علي كنعان، التي تنهي السنة المرحلة الثانوية وتستعد للمرحلة الاكاديمية في مداخلة بعنوان:" الفتاة الدرزية بين الحضارة والتقاليد"، فقالت:" لقد وضعت نفسي في بوصلة التفكير فتفاجأت أن الحضارة تبدو جلية في مظهرها الخارجي، تتصادم مع نمطية التفكير التقليدي بحيث انتج في النهاية نموذجاً فردا أرتدي الحضارة وأعيش مقيدة بحبال التقاليد العريقة التي أكل عليها الدهر وشرب، فاجتاحتني نسمة الضياع بين التقاليد ومتاهة الحضارة، أجلس كل يوم أخطط لحياتي الجامعية، أكرس الكثير من الوقت لكي أحصل على علامة القبول الى هدفي في ان اصبح طالبة جامعية تتعلم لتكون جزء من مجتمع متحضر يصبو ليكون مثقفا ومتماشيا مع متطلبات العصر. هنا أقف حائرة بين مفترق طرق ليس فيه طريق للعودة، فحلمي الذي كرست له سنوات عمري الثمانية عشر وتمسكي بعاداتي وتقاليدي المبجلة أصبح لأمر يعرقل حياتي ويجعلني تائهة حائرة مشككة في قراراتي، ففي عصرنا هذا لن تكتفي العائلة بأم لا تعرف الا حروف الهجاء وقد اصبح من الصعب العيش بكرامة في اطار دخل واحد ملقى على رب العائلة، فنحن هنا نواجه مشكلة شحت الطرق لحلها، فأنا أقف امام انفصام في القرار، بين طموحي في أن أتعلم، أن اسمو وارتقي لدرب تتقاذف فيها النجاحات بات من المحرمات، بات التنقل خطا احمر واصبح التوفيق بين الدين والقيم التوحيدية من جهة وطلب العلم والثقافة من جهة اخرى امرا معقداً وغير منطقي".

التحكم عن بعد
وجاء في مداخلة الشيخ زيدان عطشة، المبادر لتأسيس مجلس الأمناء أنه لا توجد أقلية دينية أو قومية في العالم دون أطر تنظيمية، وإن وجدت اقلية دون إطار تنظيمي فإن مقامها ومكانها مستهدف ومهمش من قبل الأكثرية الحاكمة الى درجة الانحطاط والتغييب. فإن كنا نعرف هذه الحقيقة، يجب علينا ونحن مطالبون ان نخاف على حاضرنا ومستقبلنا واستقرارنا، خاصة وان حكومات اسرائيل تحرك ما يسمى بقيادات الدروز عن طريق التحكم عن بعد، فهذه الأوضاع تنذر ان اينما تآمرت قيادات الاقلية المفروضة من قبل السلطة على الاقلية ونحن نتحدث عن طائفة الموحدين الدروز فخطر استقلالنا على عتبات بيوتنا. لذا فنحن ننشد زيادة الوعي والتوعية وتعميق اليقظة لكي نحاور حكومات اسرائيل من منطلق معرفتنا بحيث نوايا الاكثرية المبيّتة عند حكومات الاكثرية والتي تحاول تطبيقها عن طريق عملائها الذين يسمون انفسهم قيادة، فهذه الخيانة الدينية والاجتماعية والاخلاقية. واختتم الشيخ عطشة قائلاً:" يحق للطائفة التوحيدية الدرزية أن تتفاخر بما أنجزه أبناؤها وبناتها في حقول التعليم ومن واجب كل موحد ان يعتز بدور الفتاة الأم التوحيدية في تربيتها لأجيال عديدة جمعت بين أدب الحياة وطموحات المستقبل. فإن كانت عند أخواتنا النساء هذه الطاقات التربوية والمواهب المدفونة والعطاء المديد ألا يحق لها أن تكون في مقدمة القيادة الدرزية؟؟ أليس واجب علينا دعمها وتشجيعها لتعمل كما فعلن سابقاتها من السيدات المصونات عبر تاريخ الموحدين الدروز في القرن الاخير في سوريا ولبنان؟ وناشد عطشة تجنيد هذه القدرات والطاقات للانضمام الى مجلس أمناء الطائفة الدرزية الذي بقي الطريق الوحيد لرفع الظلم ومحابة الهيمنة لفتح آفاق جديدة، واسعة وعصرية ونحن بأمس الحاجة الى التكاتف لاستعادة هيبتنا وتعزيز ايماننا التوحيدي القويم لضمان كياننا الذي أصبح لعبة للانتهازية والترخيص، فمجلس الامناء هو بابكم ومدخلكم الى عالم جديد لبعث روح التوحيد والسعي مع التجديد.

توزيع الميزانيات
وشرح الشيخ حسين لبيب أبو ركن، رئيس مجلس الأمناء، الهدف من هذه الاجتماعات وهو الاثراء المتبادل من خلال الحوار البنّاء رافضين سياسة الإملاء التي لا تستند الى مراجع دينية مثبته وإنما الى خواطر لا تمت الى الدين بصلة، وأسهب الشيخ أبو ركن في عدة مواضيع هامة كالإمعان في التاريخ المعروفي وتراثه من الرجال والنساء، الحوار، الانفتاح والمفاتحة، الصحوة، الطمأنينة، الكرامة والسلام، كما تحدث الشيخ أبو ركن عن دور المرأة ماضيا وحاضرا معتبرا إياها عماد البيت الكفيلة ببناء العائلة المثالية. وأكد الشيخ أبو ركن على أهمية التنظيم في الطائفة بما يتلاءم وروح العصر بالحوار الصريح والانفتاح على كافة شرائح المجتمع مع التماسك ووحدة الكلمة وإحياء التراث الحقيقي والمحافظة على المبادئ وآداب الدين، وأضاف:" من هذا البلد، يركا، نطلق صرخة الحق، بان الموانع يجب أن تكون على كل ما هو مدمر للأخلاق والصحة والمجتمع ومخل بالآداب ويكون مدعاة للريب والانحطاط وليس العكس، وهذا بأن تحرير المرأة من الموانع التي تحول بينها وبين ان تكون عضوا فاعلا في الحياة والمجتمع على النحو الذي بلغته سيدات النساء في العالم، كما طالب بحذف كل ما هو غير منطقي ولا يتماشى مع الحاضر، لأن الجهل والعبودية والإذلال للمرأة يمنعها من الصيانة والكرامة ثم العفاف وادراك معنى الأمومة وتربية الاولاد وغرس البذور الصحيحة للمستقبل وصلاح المجتمع، وأما الشرع والدين فهما الى جانبنا، كذلك ناشد الشيخ حسين أبو ركن عدم الاعتراض على التعليم حتى نستطيع المرأة تهيئة المستقبل لأولادنا والوصول الى اماكن التعليم والتدريس بطريقة كريمة، وأضاف أن المرأة يجب ان تكون شريكة في اتخاذ القرارات ولا يعقل أن تسن الرجال القوانين المجحفة بحق النساء في حين يساوي الدين بين الرجل والمرأة. واختتم الشيخ أبو ركن محاضرته بالقول:" لقد غاص مجتمعنا بالأعشاب الضارة الكثيفة التي تعيق نموه وتمتص منه الحياة، فلتكن محاولتنا الأولى تطهيره من هذه الأعشاب". كما أسهب الشيخ حسين أبو ركن في طرح القضايا التي تواجه الطائفة الدرزية كقضية الأرض، عدم وجود أماكن عمل للشباب والفتيات داخل القرى بما في ذلك اقامة مناطق صناعية داخل القرى الدرزية. واختتم الشيخ ابو مزيد كلمته بالقول انه يتوجب على الطائفة الدرزية أن تتنظم لأن في التنظيم كرامة ونجاح للطائفة المعروفية، كما طالب بتوزيع الميزانيات التي يتلقاها المجلس الديني بين الجليل والكرمل بصورة عادلة ووفق معايير واضحة وشفافة.

رخصة السياقة
واستمع الحضور الى عدة مداخلات من ، استهلها الشيخ أبو مروان عطاالله حيث تمنى التوفيق والنجاح لمجلس الامناء لأن مطالبه عادلة وتصب في مصلحة المجتمع التوحيدي. وأكد أرز حبيش، رئيس جمعية يركا التطوعية ورئيس لجنة أهالي الروضات والبساتين المركزية والذي يعمل لمصلحة تقدم وتطور يركا بعزم ومثابرة على أهمية أن تأخذ المرأة دورها الرائد في المجتمع ونحن كأخوة وآباء سنقف الى جانب المرأة في نضالها العادل من أجل نيل حقوقها بالكامل، واختتم حبيش مداخلته بالقول:" إن حرمان المرأة من دينها بسبب رخصة السياقة هو على ذمة المشايخ، ولا أبالغ إذا قلت أنها هذا الحرمان يعتبر جريمة دينية ترتكب من قبل رجال الدين".

الحلول الملائمة
ونوهت صالحة حمرا، عضو إدارة مجلس الأمناء ومديرة نادي الأمل في البقيعة، الى معاناة المرأة الدرزية، خاصة في ظل القوانين التي تحد من إمكانية أخذ المرأة لدورها الحقيقي والهام في المجتمع ولتبوئها المراكز التي تستحقها بجدارة وليس منة من أحد، كما طالبت الأطر النسوية الفاعلة أن تتعاون فيما بينها كي تأتي نشاطاتها بالنتائج المرجوة. تلتها الأخت منيرة قويقس التي طالبت بإيجاد الحلول المناسبة لهذه القضايا الملحة.
وطالب رجل الأعمال نديم سلامه، بإيجاد حل ملائم لموضوع رخص السياقة بأسرع وقت لأن عدم الحل سيؤدي النتائج قد لا تحمد عقباها من تفسخ في الهرم الديني وانقسامات بين مؤيد ومعارض للرخصة في الخلوات. وتأثر الحضور لمداخلة أم وعد نزهه حبيش حلبي التي تحرم من دينها لأنها تسافر مع ابنتها الوحيدة التي تنقلها بسيارتها مع والدها المُقْعد، وطالبوا المشايخ إلغاء هذا الحرمان فوراً لما ينطوي عليه من إجحاف بحق هذه الأسرة.
هذا، وسيقوم رئيس مجلس الامناء الشيخ حسين أبو ركن بإرسال دعوات الي كافة الاطر الدينية، التربوية، السياسية والاجتماعية للقاء مشترك لبحث القوانين التي وضعت دون دراسة وافية ودون استشارة مختصين وجهات أخرى في الطائفة الدرزية وإيجاد الحلول الملائمة لها.