المنظر الخلاب للطبيعة وصوت المياه الهادر الذي تعدى الخرير الذي نعرفه والنهر كان يغرينا بالتقدم كلما فكرنا بعقلنا أن مهمتنا فيها مخاطرة وقد تكلفنا الكثير

رائد:

مجموعات من السياح يأتون من بعيد ليستكشفوا المكان ويستمتعون بالطبيعة الخلابة المحاذية لبيوتنا بينما نحن ابناء المنطقة قلما تجد شخصاً من ابناء جيلنا يعرف المكان

قرار ميداني بالتوغل للوصول الى شلال "الموبرة" تم اتخاذه رغم زخ المطر في اليوم الأخير للعاصفة المجنونة التي أدت الى تساقط أكثر من 160 ملمترا على الجولان في ثلاثة أيام منتصف آذار. قرار لم نعرف مدى جنونه إلا بعد أن فقدنا الإشارات التي تدل إنك تمشي في المسار الصحيح.



رائد - رفيق المشوار- وصل الى هناك مرة واحدة منذ كان في الصف السابع الابتدائي - يقول أن مجموعات من السياح يأتون من بعيد ليستكشفوا المكان ويستمتعون بالطبيعة الخلابة المحاذية لبيوتنا، بينما نحن ابناء المنطقة قلما تجد شخصاً من ابناء جيلنا يعرف المكان. يغريك المنظر الأخاذ لقوة اندفاع المياه في النهر بالتقدم اكثر رغم دخولنا بالوحل تارة وبالمياه التي وصلت الى مسار المشاة تارةً اخرى.

فقدان الطريق
وسرعان ما فقدنا إشارات المسار المرسومة للسياح، فالمسار يعبر النهر، والنهر هائج ولون المياه التي يحملها يذكرك بأنه عنيف وغاضب، مما اضطرنا الى التسلق على المنحدر لنخط مساراً خاصاً بنا رغم لزوجة التربة وعدم متانة الأحجار التي تخلخلت بفعل انجراف التربة... لكن المنظر الخلاب للطبيعة وصوت المياه الهادر الذي تعدى الخرير الذي نعرفه والنهر كان يغرينا بالتقدم كلما فكرنا بعقلنا أن مهمتنا فيها مخاطرة وقد تكلفنا الكثير.
الطحالب الخضراء التي نمت على الصخور الضخمة والحجارة نتيجة رطوبة الجو الناجم عن حركة المياه وتساقط الامطار كادت تُجهز على الكاميرا اكثر من مرة، فسطح هذه الصخور قابل للانزلاق، خاصة واننا لم نكن مجهزين بأحذية ملائمة لمثل هذه المهمات.

نهاية شتاء وبداية ربيع
هو نهر وادي سعار الموسمي الجريان الذي يبلغ أوجه مع نهاية فصل الشتاء وبداية الربيع، حيث تغذيه الينابيع والأمطار وذوبان الثلوج على جبل الشيخ. النهر الذي يتشكل حوضه الأعلى من عدة مسايل في كتف حرمون والتي تبدأ من ارتفاع ألفي متر تقريباً وعلى بعد 4 – 5 كم خط نظر شمال شرق مجدل شمس، تشق هذه المياه سهل مرج اليعفوري، وعند منطقة جسر الحديد تظهر معالم هذا الوادي الذي يفصل بين منطقتين مختلفتين في التركيب الجيولوجي والمورفولوجي ... ويمر الوادي شمالي مسعدة، ويستمر بمحاذاة عين قنية ويتابع سيره إلى أن يلتقي بمجرى نهر الحرمون قبل شلال بانياس. ويعتبر رافداً من روافد نهر الأردن.

استغلال الطاقة المائية
ارتفاع شديد بين سهل اليعفوري وبانياس، وضمن مسافة 6 كيلومترات وفارق ارتفاع 500 م تمر مياه الوادي بانحدار شديد وبمساقط مائية (شلالات) تنتهي ببرك دائرية على الأغلب، منها شلال الموبرة، غدير علوش بعد جسر عين قنية والذي يبلغ ارتفاعه نحو 11م وينتهي في بركة، وثلاثة شلالات يعرف الأول بغدير الحمام ويبلغ ارتفاعه نحو 5 م أما الثاني والأكبر في هذا الوادي فهو "شلال سعار" الذي يبلغ ارتفاعه نحو 20 م والمسقط الثالث على شكل شلال يبلغ ارتفاعه 7 م.
قديماً، أقيم على مياه نهر وادي سعار عدد من المطاحن لاستغلال الطاقة المائية لطحن الحبوب ما زالت آثار هذه المطاحن قائمة، كما أقيم سد لجمع المياه ورفعها في مضخات إلى بركة رام في فصل الشتاء لغرض في ري البساتين في فصل الصيف.