الإحتفال بدأ بتلاوة طيبة عطرة للقارئ  أحمد داود الذي تلى على مسامع الحضور فواتح سورة الإسراء

ختام الإحتفال كان فقرة انشادية لفرقة الأنوار، التي أبدعت في فقرتها الأنشادية وتم توزيع الحلويات والتشريفات في نهاية هذا الإحتفال المبارك

هلت علينا في هذه الأيام المبارك العطرة, ذكرى عظيمة جليلة, ألا وهي ذكرى الإسراء والمعراج , التي لها وقع عظيم في قلب كل مسلم , وهي من أعظم المناسبات الإسلامية ، التي يقبل اليها المسلمون ليتذاكروا تلك الحادثة التي خرقت نواميس الكون الحسية .وبهذا المناسبة العطرة عزم شباب مسجد عبد الله بن مسعود على إقامة إحتفال بذكرى الإسراء والمعراج ، وذلك أمس الأربعاء ، وقد تخلل هذا الإحتفال برنامج شيق جدا .

فقد ابدع عريف الحفل  الشيخ مجاهد محمد محاجنة بجذب الأذهان وزرع الشغف لسماع محاضرة الشيخ د. رائد فتحي .وقد بدأ هذا الإحتفال بتلاوة طيبة عطرة للقارئ  أحمد داود الذي تلى على مسامع الحضور فواتح سورة الإسراء.ثم قام الشيخ مجاهد محمد بسرد بعض اللفتات التي حدثت ليلة الاسراء والمعراج , ومن اللفتات الجميلة التي تكلم بها الشيخ مجاهدمحمد , ان مطلع سورة الاسراء والايات التي جاءت تتكلم عن ليلة الاسراء هي ايات رقيقة جذابة ، وقال : "ليس عبثا ان ياتي حرف السين خمس مرات في اية الاسراء , وحرف السين من احرف الهمس في القران الكريم ، واحرف الهمس تدل على الرقة والتلطف".

السنة الثانية عشرة للبعثة
ثم بعد ذلك خرج اسد المنابر الشيخ رائد فتحي  ليتحفنا بكلماته الجميلة البديعة الرائعة ، التي تطرق من خلالها لعدة نقاط . فقد بدأ كلامه بلفتات جميلة جدا , من ذلك انه قال : " ليس عبثا ان تاتي حادثة الاسراء في منتصف نبوة محمد صلى الله عليه وسلم , اذ ان حادثة الاسراء كانت قبل هجرة النبي صلى الله عليه وسلم بستة عشر شهرا او سبعة عشر شهرا ، اي في السنة الثانية عشرة للبعثة , ونحن نعلم ان النبي صلى الله عليه وسلم كانت مدة رسالته ثلاثة وعشرون عاما ، فهذه علامة على ان الاسراء كان في قلب نبوة محمد صلى الله عليه وسلم ".

الرؤيا ليلة الإسراء والمعراج
وكذلك قال: " إن السورة التي تتكلم عن هذه الحادثة , الا وهي سورة الاسراء , تقبع في قلب المصحف الكريم , اذ أن السورة موجودة في الجزء الخامس عشر ونحن نعلم أن القران الكريم مكون من ثلاثين جزءا". وقد تطرق بعدها الى لفتات عظيمة رائعة, ومن ذلك كيف ان الإنبياء قبل النبي صلى الله عليه وسلم بعد ان اصابهم الإبتلاء ، طلبوا ايات ومعجزات حتى تثبت قلوبهم , ومن ذلك قول إبراهيم عليه السلام : " وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِـي الْمَوْتَى" فقد طلب من الله ان يريه اية عينية بعد ان اصابه الإبتلاء ، وكذلك موسى عليه السلام قال : " ربّ أرني انظر إليك " بعد البلاء طلب التاييد والتثبيت , الا ان اعظم البشر محمد صلى الله عليه وسلم , لم يطلب اي اية من الله ، ولكن الله بعث اليه اجل الايات ، واعز المعجزات ، الا وهي الاسراء والمعراج ، قال تعالى " لنريه من اياتنا " ، وقد توقف الشيخ عند الرؤيا واسهب بالكلام ، وبين كيف ان الايات في ثلاثة مواضع في القران الكريم ، تكلمت عن الرؤيا ليلة الاسراء والمعراج ، فمثلا في سورة النجم وردت الرؤيا خمس مرات ، فهذه دلالة على ان الرؤيا كانت عينية وليست منامية.

الجنة بعيون القلوب لا بعيون الإبصار
وإستمر تدفق النهر المعطاء ، وإستمرت الكلمات الرنانة تخرج من فم الشيخ رائد فتحي حفظه الله ، وابدع في ختم المحاضرة اذ تطرق في نهايتها , الى كيف ان الصحابة رضوان الله عليهم كانوا يرون الجنة بقلوبهم برؤيا رسول الله صلى الله عليه وسلم بقلبه .وكيف ان الصحابة نقل عنهم انهم لو رأوا الجنة والنار راي العين ما ازدادوا ايمانا لان الايمان في قلوبهم وصل ذروته ، ولانهم رأوا الجنة بعيون قلوبهم لا بعيون ابصارهم التي لربما تخدع الانسان كما قال تعالى :" والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ووجد الله عنده فوفاه حسابه ) .
فقد يخدع الانسان برؤيا البصر ولكن لا يخدع برؤيا البصيرة ".

فقرة انشادية
فهذا الايمان الذي جعل الصحابة يقولون يا رسول الله ، والله لقد آمنا بك وصدقناك، فلو خضت بنا برك الغماد لخضناها معك، والله لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى: فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ ، ولكن: اذهب فقاتل فإنا معك مقاتلون. ثم ختم الشيخ بالحث على اننا كمسلمين يجب علينا ان نصدق ما اخبر به الصادق الامين ، حتى لو كان الامر مخالفا لما تعيه اعين البصر عندنا ، فاعين البصيرة عند المسلم اقوى من اعين البصر. وكان ختام الإحتفال فقرة انشادية لفرقة الانوار ، التي ابدعت في فقرتها الانشادية .هذا وكان عدد الحضور طيبا جدا بفضل الله , وقد تم توزيع الحلويات والتشريفات في نهاية هذا الإحتفال المبارك .