الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 19 / أبريل 21:01

عش هكذا في علو ايها العلم..!


نُشر: 04/01/08 08:16

ان ما دعاني لكتابة مقالي هذا هو ما نشرته "الحقيقة الأردنية" مؤخرا عن قيام احد المتظاهرين"الاسلاميين" بالدوس على علم الأردن الغالي..ويذكران الحركة الإسلامية في الاردن كانت قد نظمت مسيرة بعد صلاة ظهر يوم الجمعة الرابع عشر من الشهرالماضي انطلقت من أمام المسجد الحسيني الكبير إلى مبنى امانة عمان الكبرى نصرة للأشقاء في فلسطين وللتعبير عن رفض واستنكار الممارسات الإسرائيلية اللاانسانية بحق الفلسطينيين"...!
 
تتخد كل دولة لنفسها رمزا وتضع لنفسها شعارا وطنيا خاصا، ويعتبرالعلم الوطني للدولة اعظم شكل من اشكال الرموز الوطنية للدول وشعوبها وكما يمثل وحدتها،ويرفعها في كافة المحافل الدولية،وهناك من الناس من يضعه على شرفات بيوتهم ،وتزين شوارعها في الاعياد الوطنية وغيرها من المناسبات ، ويرفعه التلاميذ في طابور الصباح في المدارس ويحييونه ويغرزه الجند في الاراضي المحررة من الاعداء اثناء الحرب.  ولهذا فان كافة دول العالم اجمعت واقرت ان العلم الوطني هو رمز من رموز الامة يمثل وحدتها واجماعها الوطني ويلتف حوله الجميع ويعتبرعلامة من علامات النصر،ويستشهدون لرفعه بصرف النظر عن الدين والعرق في المجتمعات المتعددة. كما ان هناك قوانين مدونة في دستور كل دولة يجرم اهانته،وتنزل اقصى العقوبات بحق مقترفيها اذا اقترف الفعل في مكان عمومي او في اجتماع او تجمهر مثلا، وتجرد الفاعل من بعض حقوقه الوطنية في بعض الاحيان.والسؤال الذي يطرح نفسه,لماذا علينا ان نقوم باحترام العلم؟ والجواب, لان العلم رمز بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، وكما لها خاصية عظيمة اثناء القتال مع الاعداء، وما فرحتنا عندما نشاهده خفاقا على سارية بين الاعلام الاخرى في المحافل الدولية او في الملاعب الرياضية وكم من مرة اقشعرت ابداننا له، ولهذا ليس غريبا ان يشعر الشخص بالحنين الدائم لوطنه وهو يرى علمه يرفرف في اي بقعة من بقاع العالم. 
لا يسرني القول بأننا من يشوه معاني الأشياء في عالمنا العربي، بأننا من يقلل من حجم رموزنا حتى تصبح كالظل لا حقيقة ثابتة له، فالعَلَم ليس قطعة قماش مصبوغة الألوان، العَلَم يعني نحن، يعني كياننا والتفافنا، يعني وحدتنا واستقلالنا، ومتى تهاونا في التعامل مع كل هذا الوجود، فسيأتينا من يطأنا بقدمه، فنلبسه متعة واطمئناناً بتناحرنا وتعدينا حتى على بيوت الله في الأرض،وهذا مقطع من قصيدة"ايها العلم" للشاعر العراقي الراحل جميل صدقي الزهاوي:
عش هكذا في علو ايها العلم ***فاننا بك بعد الله نعتصم/عش خافقا في الاعالي للبقاء و ثق*** بان تؤيدك الاحزاب كلهم/جاءت تحييك, من قرب مبينة***افراحها بك فانظر هذه الامم/ان العيون قريرلت بما شهدت ***والقلب يفرح و الامال تبتسم/ان احتقرت, فان الشعب محتقر***او احترمت, فان الشعب محترم/الشعب انت, و انت الشعب منتصبا ***و انت انت جلال الشعب و العظم/فان تعش سالما عاشت سعادته*** و ان تمت ماتت الامال و الهمم/هذا الهتاف الذي يعلو فتسمعه*** جميعه لك, فاسلم ايها العلم...! من منا لم يسمع بقصة شهيد غزوة مؤتة ابن عم رسول الله عليه الصلاة والسلام جعفر بن أبي طالب..! وحمله لراية المسلمين بيساره، فلما قطعت فبيمينه، فلما قطعت فبما بقي من ذراعيه حتى مات وفي جسده الطاهر خمسون جرحاً، ليثيبه الله بجناحين في الجنة سمي على إثرهما بالطيار، حسبي أن أغلبنا يعرف من يكون جعفر الطيار.. فإذا أطلقنا الدلالة في عبرة مؤتة فمن الأكيد أنها في تشديدها على حتمية وجود الراية ورفرفتها، فمن لا راية له مرفوعة، لا هوية له معروفة، وكل علم دولة ويتكلم بلسان شعبه، فكم من قتلانا كفنّاهم بأعلامنا..! وكم من أعلام غيرنا أحرقناها حتى استهانوا حرمة أعلامنا بكل ألفاظها المقدسة؟ وكم من دولة طويت مع رايتها؟ وكم من أخرى أغفلت فسقط معها علَمَها ولم تحفظ له ألوانه؟ وأخيراً، طول السارية لا يرفع من صعود العَلَم، فما يعليه شيء قدر نفيس النجابة وفعال الرجال..!
نعم,من حق اي انسان ان يقوم بابداء رأيه والتضامن مع من يشاء ولكن بصورة حضارية, والسؤال الذي اوجهه الى الاسلاميين في بلدنا الثاني العزيز"الأردن" هل التضامن مع اخوانكم الفلسطينيين يتطلب الدوس على علم البلاد؟ ولماذا لم نسمع اصواتكم واحتجاجكم حينما قام بعض انصار حماس بالدوس على العلم الفلسطيني وعلى صورة الراحل الرمز"ابو عمار"؟هل افهم من ذلك ان هذا الأمر اصبح جزءا من منهجكم؟ آمل بان اكون مخطئا.. وهنا استذكر مقولة الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش "إلى أن صحوت من الغيبوبة على علم بلون واحد يسحق علماً بأربعة الوان .. على أسرى بلباس عسكري يسوقون أسرى عراة, فيا لنا من ضحايا في زي جلادين...!
انتم تتضامنون مشكورين مع اخوانكم في فلسطين معبرين عن استنكاركم للمارسات الصهيونية الهمجية بحق ابناء هذا الشعب المظلوم..ولكن ما ردكم عما جرى بين الأخوة الأعداء"فتح وحماس" واقتتالهم والحسم العسكري الذي قامت به حماس والذي رفضه كافة ابناء الشعب الفلسطيني..لقد قام قطبا القيادة الفلسطينية بتقسيم ما تبقى من القضية الفلسطينية واضعين مصالحهم الشخصية والفئوية الضيقة فوق المصالح الوطنية العليا لقضيتنا العادلة..وهنا اذكركم بقول من قال: وظلم ذوي القربى اشد مضاضة/على النفس من وقع الحسام المهند..!
ثم أقارن حال اخواننا العراقيين اليوم وهم يهدمون المساجد وينتهكون الأضرحة فيدنسون عَلَمهم وبدمائهم، لا أغتم لشيء قدر تلك العروبة المهدورة، والدين الذي تناهشه الجميع، وكأنه ورثة ما بينهم في لوثة أصابت العرب فلم يجدوا لها لقاحاً
فعلا, لقد صدق الشهيد كمال ناصر حينما قال:سيأتي عليكم يوم تصبح فيه الخيانة مجرد وجهة نظر..وهاهنا نعيش هذا اليوم..!عاش الأردن وعاشت فلسطين وان يوم التحرير آت لا محالة..وما بعد الليل الا بزوغ الفجر...!

مقالات متعلقة

14º
سماء صافية
11:00 AM
14º
سماء صافية
02:00 PM
13º
سماء صافية
05:00 PM
9º
سماء صافية
08:00 PM
9º
سماء صافية
11:00 PM
06:12 AM
05:31 PM
2.78 km/h

حالة الطقس لمدة اسبوع في الناصرة

14º
الأحد
16º
الاثنين
15º
الثلاثاء
14º
الأربعاء
17º
الخميس
16º
الجمعة
16º
السبت
3.76
USD
4.01
EUR
4.65
GBP
240897.45
BTC
0.52
CNY