الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 25 / أبريل 19:01

أسماء... من أروع القصص للأطفال الحلوين

كل العرب
نُشر: 04/02/11 12:58,  حُتلن: 08:17

استمعَ زاهرُ إلى الحديثِ الذي دارَ بينَ والدِهِ وضيفِهِ السيد مروان حولَ البطلِ خالدِ بنِ الوليد، وعن المعاركِ التي قادَها وحققَ فيها النصرَ والعزةَ. كان حديثاً رائعاً استطاعَ زاهرُ أن يتخيلَ من خلالهِ براعةَ خالد في فنونِ القتالِ، ومساءً في غرفته أخذ يكتب على دفترِهِ بخطٍ واضحٍ جميلٍ: (خالد... خالد) وحدثَ نفسهُ: كان عليكَ يا أبي أن تسميني خالد. إنه اسمٌ يخلدُ صاحبَهُ.
في غرفةِ الصفِ وقفتِ المعلمةُ أمامَ تلاميذِها تشرحُ لهم درساً عن نبوغِ العالمِ العربي جابرِ بنِ حيانَ في الكيمياءِ، وعن التجاربِ العلميةِ التي أجراها وقدمتِ الفوائدَ العظيمةَ للناسِ، وقالت: سطَّر جابرُ بنُ حيان اسمَهُ في سجلِ الخالدينَ كعالِمٍ عظيمِ القدرِ. أُعجبَ زاهرُ بالعالِمِ الكبيرِ جابر، وتنهدَ وقالَ لنفسِهِ: ليتك يا أبي سميتني "جابر". لكنتُ الآنَ فخوراً باسمي بين رفاقي.


صورة توضيحية

وعندَما كانَ أصدقاءُ زاهر يغنون في الباحة نشيداً كَتبهُ للأطفال الشاعرُ سليمان العيسى، ويرددونَ اسمَ الشاعرِ. بدتِ الخيبةُ على وجهِ زاهر، وهو يحدثُ نفسَهُ: ماذا لو كان اسمي سليمان. إذاً لرفعتُ رأسي بهذا الاسمِ الكبير. ازدادَ شرودُ زاهر في غرفةِ الصفِ ممَّا أثارَ انتباهَ المعلمةِ فخاطبتهُ: ما بك يا زاهر؟ إن كانَ لديكَ ما تقولهُ هاأنا أسمع. أجابَها: لا يا آنسة. ليس لدي ما أقوله. مساءً، في بيتِ أسرتِهِ قررَ زاهرُ أن يعاتبَ والدَهُ، فقال لـه: أبي. لماذا لم تختر لي اسماً غيرَ اسمِ زاهر؟.
ذُهل والداه وهما يسمعان سؤالهُ المفاجئَ. إلا أن والدَهُ ابتسم وأجابَهُ: أي الأسماءِ يُعجبكَ يا بُني.
قال زاهر: لو كانَ اسمي خالد كاسمِ البطلِ خالدِ بن الوليد، أو جابر كاسمِ العالم جابر بن حيان، أو سليمان كاسم الشاعر سليمان العيسى. إنها أسماء تخلدُ أصحابَها.
ابتسمَ أبو زاهر من جديد وقال لابنِه: الأسماءُ لا تخلدُ أصحابَها يا بنيَ، الناس المتفوقون هم الذينَ يخلدونَ أسماءَهُم. اسمُ خالد وجابر وسليمان وغيرها من أسماء المبدعينَ كانت كغيرِها من الأسماءِ التي نعرفُها كاسم زاهر وماهر ومراد ولم يكن لهذهِ الأسماء ما يميزها لولا عبقرية أصحابِها. أنتَ أيضاً يمكنكَ أن تجعلَ اسمَكَ معروفاً ومفخرةً بأعمالٍ عظيمةٍ تقومُ بها، وتميز عبقري كأن تتفوقَ في أي مجالٍ من المجالات، وتضيفُ اسم زاهر إلى أسماءِ الخالدين.
ابتسمت أم زاهر وقالت: الوطن كله يفخرُ بالمتفوقينَ والعباقرةِ من أبنائِهِ وليس هذا صعباً. إنه يحتاجُ اهتماماً واجتهاداً وصفاء ذهنٍ، ولكنني أريدكَ أن تجيبني: تُرى كل من يحملُ اسم خالد هو بطل شجاع؟ أو كل من اسمه جابر عالِم متميز؟ عاد زاهر بذاكرتِه إلى غرفة الصف حين صرخ رفيقه صلاحُ الدين خائفاً مرتعداً بسببِ عبورٍ خاطفٍ لفأرٍ قربَ مقعدهِ، ويومَها كانَ درسُ التاريخِ يصفُ عبقرية البطلِ صلاح الدين، ابتسمَ زاهرُ، ثمَّ ضحكَ بصوتٍ عالٍ، وعاد إلى غرفتِهِ حيثُ فتح حقيبةَ كتبهِ وبدأ بتحضيرِ دروسِ وواجباتِ اليومِ التالي.


 

مقالات متعلقة