الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 19 / أبريل 14:01

العنف: وباء، لكن له حل... بقلم:الشيخ إبراهيم صرصور – رئيس الحركة الإسلامية

كل العرب
نُشر: 17/10/09 09:53,  حُتلن: 09:34


* مجتمع يعاني من خوف دائم لا يمكن أن يصمد في وجه التحديات ، ومجتمع جائع ومعوز ومتسول ، لا يمكن أن يكون مستقلا في قراره

* الإسلام سعى منذ أن بزغت شمسه إلى تطهير النفس البشرية من أمراضها ، كما وعمل على تغيير أجندات المجتمع وقلب أولوياته حتى تنسجم مع الروح الجديدة

* يجب أن نعترف أننا اليوم نعيش جاهلية ولكن بلا أصنام حجرية، لكنها جاهلية تحمل سمات الجاهلية الأولى وأعراضها: عنفا وصراعا ونزاعا وسلبية وتخلفا وخفة عقل

يجب الإشارة في البداية إلى أن أعظم الأهداف التي حددها الإسلام العظيم لضمان بناء مجتمع قوي ومتماسك وقادر على مواجهة الأخطار الداخلية والخارجية، هي الأمن الشخصي والجماعي، والأمن الاقتصادي... فمجتمع يعاني من خوف دائم لا يمكن أن يصمد في وجه التحديات ، ومجتمع جائع ومعوز ومتسول ، لا يمكن أن يكون مستقلا في قراره أو مكترثا لأوضاعه ، بعد أن شغلته لقمة العيش عن أن يرمق النجوم ببصره ، أو أن يلحق أحلامه بإرادته ...

من اجل ذلك سعى الإسلام منذ أن بزغت شمسه إلى تطهير النفس البشرية من أمراضها ، كما وعمل على تغيير أجندات المجتمع وقلب أولوياته حتى تنسجم مع الروح الجديدة التي بدأت تبني بدل أن كانت تهدم ، وَتُعَمِّرُ بعد أن كانت تدمر ، وتسمو بعد أن كانت وصلت إلى قمة الانحطاط في الأخلاق والسياسة والعلاقات الاجتماعية والاقتصادية والتنموية والحضارية ...

لقد كان العنف بكل أشكاله السمة الغالبة على المجتمعات العربية قبل الإسلام ، حتى استحقت تلك الفترة أن تحمل لقب ( الجاهلية ) ، وكان النزاعات الدموية والظلم بكل صوره ، هي الحاكمة للعلاقات بين قبائلهم ، حتى حولوا صحرائهم رغم أوضاعها القاسية ابتداء ، إلى ساحة حرب وصراع لا يتوقف لأتفه الأسباب ، وبنوا مجتمعاتٍ تتغذى على الجريمة المنظمة والثارات التي لا تهدأ والنعرات التي لا تعترف بمشترك مُوَحِّد ، حتى باتت ( أيام العرب ) وهي حروب دامية ضارية ، نشبت لعقود أحرقت الأخضر واليابس وأهلكت الحرث والنسل ، صلب المنافسة فيما بينهم والمحركة الأكبر ( لنضالاتهم ) ، والهدف الأسمى لحياتهم ووجودهم ... فما حققوا لهذه الأسباب كلها إنجازا حضاريا يذكر إلا ما ندر ، ولم يكن لهم وجود في قاموس الحضارات والمدنيات القديمة ، ولم يكن لهم اعتبار في قاموس العلاقات الدولية والموازين الاستراتيجية كما كان لغيرهم من أمم الشرق والغرب .

جاء الإسلام فجعلهم أمة واحدة، أصبح لحياتها طعم ولوجودها هدف سام وغاية جليلة، فما هي إلا سنوات حتى تحولوا إلى سادة للأمم وقادة لشعوب الأرض وبناة لعظم حضارة عرفها التاريخ..

يجب أن نعترف أننا اليوم نعيش جاهلية ولكن بلا أصنام حجرية، لكنها جاهلية تحمل سمات الجاهلية الأولى وأعراضها: عنفا وصراعا ونزاعا وسلبية وتخلفا وخفة عقل وغيابا عن منظومة الأمم الفاعلة والمؤثرة...

لا أرى حلا لمشكلتنا اليوم إلا في الحل الذي بدا أوضاعنا وغير أحوالنا بالأمس... لن يتحقق هذا إلا بالارتفاع إلى مستوى ديننا العظيم ، والذي هو الضمان لتحرك كل القوى الحية في المجتمع مدفوعين بالشعور بالمسؤولية الدنيوية والأخروية عن أي تقصير في حماية الإنسان والشرف والكرامة ...

مقالات متعلقة